سُبحة الزهراء ( عليها السلام ) من تربة حمزة ( رحمه الله ) ابتكرت الزهراء المهدية من ربها ، المعصومة بلطفه ( عليها السلام ) ، عملاً بسيطاً ، لكنه بليغ لربط الأمة بالنبي وآله ( صلى الله عليه آله ) ، فاتخذت من تربة قبر حمزة سبحة من أربع وثلاثين حبة ، لكي تَعُدَّ بها تسبيحها لربها بعد كل صلاة ! تقول بذلك للأمة لقد علمكم رسول الله ( صلى الله عليه آله ) كيف تذكرون الله تعالى ذكراً كثيراً بعد صلواتكم ، فتكبروا الله أربعاً وثلاثين مرة ، وتحمدوه ثلاثاً وثلاثين ، ويسبحوه ثلاثاً وثلاثين ، وسمى هذا التسبيح باسمي تسبيح فاطمة ، لكي تذكروني ولا تنسوني ، كما سمى صلاة جعفر باسمه لكي تذكروه ولا تنسوه ، وها أنا أتخذ سبحة من تربة قبر عمي حمزة ( رحمه الله ) ، لكي تذكروه فلا تنسوه ، حتى يستشهد ولدي الحسين ، فتتخذوا سبحة من تربته ولا تنسوه ! في مستدرك الوسائل : 5 / 56 : عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال ( وتكون السبحة بخيوط زرق ، أربعاً وثلاثين خرزة ، وهي سبحة مولاتنا فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لما قتل حمزة عملت من طين قبره سبحة ، تسبح بها بعد كل صلاة ) . انتهى . وفي كتاب المزار للمفيد ص 150 : ( عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أن فاطمة ( عليها السلام ) كانت مسبحتها من خيط من صوف مفتَّل ، معقود عليه عدد التكبيرات ، فكانت بيدها تديرها تكبِّر وتسبِّح ، إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس . فلما قتل الحسين ( عليه السلام ) عُدل بالأمر عليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية ) . ( ورواه في جامع أحاديث الشيعة : 5 م 268 ، عن مكارم الأخلاق ص 147 ، والحدائق الناضرة : 7 / 261 ، و وسائل الشيعة ( آل البيت ) : 6 / 455 وقصده بالمزية لتربة الحسين ( عليه السلام ) ما تواتر عند المسلمين من أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه آله ) في فضل تربة كربلاء ، وأن جبرئيل أخبره بأن سبطه الحسين ( عليه السلام ) سيقتل