في أوقات معينة ، أو مطلقاً للتعبد عنده أو لغير ذلك ! ( أحكام الجنائز للألباني ص 219 ) ! وبذلك ضمنوا ( التبرير الشرعي ) لمنع علي ( عليه السلام ) إن أراد أن يستجير بقبر النبي ( صلى الله عليه آله ) ويطالب بالخلافة ! لأن الإستجارة بالقبر عند العرب تفرض الاستجابة لمطلب المستجير ، وإلا لحق العار بذوي صاحب القبر ومن يعز عليهم ! ولكنهم لم يكونوا يعرفون أن حرمة قبر رسول الله ( صلى الله عليه آله ) عند علي وفاطمة ( عليهما السلام ) أعظم من الخلافة ، وأنهما ليسا حاضرين لكسر حرمته ( صلى الله عليه آله ) بأي ثمن ! قد يقال : إن عادة الإستجارة بالقبر قد نسخها الإسلام . وجوابه : أن التاريخ يثبت أن العرب ما زالوا في الجاهلية والإسلام يستجيرون بقبور عظمائهم فينصبون خيمة ويقيمون عند القبر حتى يلبى طلبهم ! وقد روت المصادر استجارة جماعة بقبر غالب جد الفرزذق ، وهو بكاظمة قرب الكويت ، قال في المستطرف : 217 : ( وكان الفرزدق يجير من عاذ بقبر أبيه غالب بن صعصعة فمن استجار بقبر أبيه أجاره ، وإن امرأة من بني جعفر بن كلاب خافت لما هجا الفرزدق بني جعفر أن يسميها وينسبها ، فعاذت بقبر أبيه ، فلم يذكر لها إسماً ولا نسباً ، ولكن قال : فلا والذي عاذت به لا أضيرها . . . عجوزٌ تصلي الخمسَ عاذت بغالبِ ( راجع أنساب الأشراف للبلاذري : 2 / 3037 ، الإشتقاق لابن دريد ص 147 ، والتذكرة الحمدونية ص 317 ، والأعلام : 5 / 114 ، وغيرها ) . كما رووا استجارة الكميت بقبر معاوية بن هشام ، بعد أن قبض عليه الأمويون وأرادوا قتله فأجاره عبد الملك بن مروان : ( فقال مسلمة للكميت : يا أبا المستهل ؟ إن أمير المؤمنين قد أمرني بإحضارك ! قال أتسلمني يا أبا شاكر ؟ قال : كلا ولكني أحتال لك . ثم قال له : إن معاوية بن هشام مات قريباً وقد جزع عليه جزعاً شديداً ، فإذا كان من الليل فاضرب رواقك على قبره ، وأنا أبعث إليك بنيه يكونون معك في الرواق ، فإذا دعا بك تقدمت عليهم أن يربطوا ثيابهم بثيابك