فانفجرت أربع عيون ، فقال جبرئيل : « إشرب يا إبراهيم وادع لولدك فيها بالبركة ، وخرج إبراهيم وجبرئيل جميعاً من البئر فقال له : أفض عليك يا إبراهيم وطف حول البيت ، فهذه سقيا سقاها الله ولد إسماعيل » . ( الكافي : 4 / 204 ) . فزمزم سقيا لبني إسماعيل « عليه السلام » ، ومنهم تصل بركتها إلى الناس . وبعد قرون غاض ماء زمزم ، حتى أعاده الله تعالى على يد وليه عبد المطلب ، الذي كان أخيار قريش يسمونه : إبراهيم الثاني . وحسد زعماء قريش عبد المطلب ، وأرادوا أن يأخذوا منه زمزم ! وأخذوه ليحتكموا إلى كاهنة في مشارف الشام ، فأظهر الله له آية ، ونبع الماء من تحت خف ناقته ، فسلموا له لكن موقتاً ! وقد روى ذلك عامة المؤرخين ، قال السيوطي في الدر المنثور : 3 / 220 : « وأخرج الأزرقي والبيهقي في الدلائل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال عبد المطلب إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال إحفر طيبة . . . فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته فقاموا إليه فقالوا : يا عبد المطلب إنها بئر إسماعيل ، وان لنا فيها حقاً فأشركنا معك فيها ، فقال : ما أنا بفاعل إن هذا الأمر خ « صلى الله عليه وآله » ت به دونكم وأعطيته من بينكم . قالوا : فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نحاكمك . قال : فجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم . قالوا : كاهنة من سعد هذيل . قال : نعم وكانت بأشراف الشام فركب عبد المطلب ومعه نفر من بني عبد مناف ، وركب من كل ركب من قريش نفر ، والأرض إذ ذاك مفاوز ، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض المفاوز بين