وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ . وَالَّذِينَ تَبَوَءُوا الدَّارَ وَالإيمان مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمان وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رُؤُوفٌ رَحِيمٌ . وفي تفسير العياشي : 1 / 167 ، عن الإمام الباقر « عليه السلام » قال : « وهل الدين إلا الحب ؟ إن الله يقول : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ . وقال : يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ » . وفي شرح النهج : 6 / 29 ، عن الزبير بن بكار أن عمرو بن العاص ذم الأنصار لموقفهم في السقيفة ضد خلافة أبي بكر وعمر وقال : « ولقد قاتلونا أمس فغلبونا على البدء ولو قاتلناهم اليوم لغلبناهم على العاقبة » . ثم قال شعراً في ذمهم ! فجاء خالد بن سعيد بن العاص فغضب للأنصار وشتم عمرو بن العاص وقال : يا معشر قريش ، إن عمراً دخل في الإسلام حين لم يجد بداً من الدخول فيه ، فلما لم يستطع أن يكيده بيده كاده بلسانه ! وإن من كيده الإسلام تفريقه وقطعه بين المهاجرين والأنصار . والله ما حاربناهم للدين ولا للدنيا ، لقد بذلوا دماءهم لله تعالى فينا ، وما بذلنا دماءنا لله فيهم ، وقاسمونا ديارهم وأموالهم ، وما فعلنا مثل ذلك بهم ، وآثرونا على الفقر وحرمناهم على الغنى ، ولقد وصى رسول الله بهم وعزَّاهم عن جفوة السلطان ، فأعوذ بالله أن أكون وإياكم الخلف المضيع والسلطان الجاني » .