بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين : قف فإنه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فيثبتها عليه » . وفي كتاب الزهد للحسين بن سعيد / 53 : « فيثبتان ما كان من خير وشر ويلقيان ما سوى ذلك » . 3 - معنى قوله تعالى لنبيه « صلى الله عليه وآله » : أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ، وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى : أن من نعم الله عليك أن هيأ لك جدك عبد المطلب وعمك أبا طالب « صلى الله عليه وآله » فكفلاك في يتمك ونشأتك . ومن نعمه عليه أنه هداك من صغرك ، لكنك كنت متحيراً ضالاً فيما يجب عليك عمله ، فهداك بالرسالة إلى دعوة الناس إلى دينه . ووجدك عائلاً عليك نفقة بيتك ومن تريد مساعدتهم ، فأغناك بوسائل منها أنه هيأ لك خديجة فوهبتك ثروتها ، كما وهبت سارة ثروتها لإبراهيم « عليه السلام » . وأفرط بعض أتباع السلطة ففسروا : وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ، بأنه « صلى الله عليه وآله » كان كافراً والعياذ بالله ! ونقله الرازي في تفسيره : 31 / 216 ، ولم يقبله ، وفسره بأن النبي « صلى الله عليه وآله » كان ضالاً عن النبوة ، لأنه لم يكفر بالله تعالى طرفة عين ، ووافقه أكثر علماء السلطة . وقد تقدم أن مذهبنا الإعتقاد بنبوته « صلى الله عليه وآله » من صغره ، وأنه كان يرافقة ملك من لدن أن كان فطيماً ، فلا بد أن يكون معنى الضلال هنا الحيرة فيما يجب أن يفعله لهداية الناس ، وليس الحيرة في ربه عز وجل . قال الشريف المرتضى « رحمه الله » في تنزيه الأنبياء « عليهم السلام » / 150 : « في معنى هذه الآية أجوبة : أولها : أنه أراد وجدك ضالاً عن النبوة فهداك إليها ، أو عن شريعة الإسلام التي