فقال « عليه السلام » : إن كنت صادقاً في قولك ، فما فعل عبدك مهلع الأسود ؟ قال : مضى إلى الطائف في حاجة لنا ! فقال : هيهات أن يعود تراه ، ابعث إليه أحضره إن كنت صادقاً ! فسكت أبو سفيان . ثم قام « عليه السلام » في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا بقعة عرفها ، فإذا فيها العبد مهلع قتيل ، فأمرهم بإخراجه فأخرجوه وحملوه إلى الكعبة ، فسأله الناس عن سبب قتله فقال : إن أبا سفيان وولده ضمنوا له رشوة عتقه وحثَّاه على قتلي ، فكمن لي في الطريق ووثب عليَّ ليقتلني ، فضربت رأسه وأخذت سيفه ! فلما بطلت حيلتهم أرادوا الحيلة الثانية بعمير ! فقال عمير : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله « صلى الله عليه وآله » » ! 5 - انتظر النبي « صلى الله عليه وآله » علياً « عليه السلام » في قباء وكتب إليه وطمأنه في أمالي الطوسي / 469 : « قال أبو عبيدة : قال أبيٌّ وابن أبي رافع : ثم كتب رسول الله « صلى الله عليه وآله » إلى علي بن أبي طالب « عليه السلام » كتاباً يأمره فيه بالمسير إليه وقلة التَّلوُّم ( التأخر ) وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي ، فلما أتاه كتاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » تهيأ للخروج والهجرة ، فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين ، فأمرهم أن يتسللوا ويتخفوا إذا ملأ الليل بطن كل واد إلى ذي طوى . وخرج علي « عليه السلام » بفاطمة بنت رسول الله « صلى الله عليه وآله » وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب ، وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول الله