وجوههم وصحت بهم ، فقالوا : علي ! قلت : نعم . قالوا : وأين محمد ؟ قلت : خرج من بلدكم . قالوا : والى أين خرج ؟ قلت : الله أعلم فتركوني وخرجوا » . وروى الصدوق في الخصال / 365 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » أن حاخام اليهود الأكبر أتى علياً « عليه السلام » فقال : « يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي ! قال : سل عما بدا لك يا أخا اليهود ؟ قال : إنا نجد في الكتاب أن الله عز وجل إذا بعث نبياً أوحى إليه أن يتخذ من أهل بيته من يقوم بأمر أمته من بعده ، وأن يعهد إليهم فيه عهداً يحتذي عليه ويعمل به في أمته من بعده ، وأن الله عز وجل يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء ويمتحنهم بعد وفاتهم . فأخبرني كم يمتحن الله الأوصياء في حياة الأنبياء ، وكم يمتحنهم بعد وفاتهم من مرة ؟ وإلى مَ يصير آخر أمر الأوصياء إذا رضي محنتهم ؟ فقال له « عليه السلام » : والله الذي لا إله غيره ، الذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى « عليه السلام » لئن أخبرتك بحق عما تسأل عنه لتقرَّن به ؟ قال : نعم . قال : والذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى لئن أجبتك لتسلمن ؟ قال : نعم . فقال له علي « عليه السلام » : إن الله عز وجل يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء « عليهم السلام » في سبعة مواطن ليبتلي طاعتهم ، فإذا رضي طاعتهم ومحنتهم أمر الأنبياء أن يتخذوهم أولياء في حياتهم وأوصياء بعد وفاتهم ، ويصيِّر طاعة الأوصياء في أعناق الأمم ممن يقول بطاعة الأنبياء . ثم يمتحن الأوصياء بعد وفاة الأنبياء « عليهم السلام » في سبعة مواطن ليبلو صبرهم فإذا رضي محنتهم ختم لهم بالسعادة ليلحقهم بالأنبياء « عليهم السلام » وقد أكمل لهم السعادة . قال له رأس اليهود : صدقت يا أمير المؤمنين ، فأخبرني كم امتحنك الله في حياة محمد من مرة ؟ وكم امتحنك بعد وفاته من مرة ؟ وإلى ما يصير أخر أمرك ؟ فأخذ علي بيده وقال : انهض بنا أنبئك بذلك ، فقام إليه