وفسر بعضهم المقتسمين في سورة الحجر / 89 ، بالستة عشر الذين أرسلهم الوليد بن المغيرة ليحذروا الوفود من النبي « صلى الله عليه وآله » ، لكنه بعيد . والمؤكد أن موقع قريش في العرب ، ونشاطها المعادي للنبي « صلى الله عليه وآله » في موسم الحج والعمرة كانا السبب في رفض القبائل طلبه الحماية فكانت تجيبه : « أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك » . « ترون أن رجلاً يصلحنا وقد أفسد قومه » . ( السيرة الحلبية : 2 / 155 و 158 ، وسبل الهدى : 2 / 451 ) . « يا محمد إعمد لطيتك . أي إمض لوجهك وقصدك . ويقال : إلحق بطيتك وبنيتك ، أي بحاجتك » . ( لسان العرب : 15 / 20 ) . ه - . وقد قبلت عدة قبائل دعوة النبي « صلى الله عليه وآله » لكنه اشترطت أن يكون لها الحكم بعده ، فأجابهم بأن الأمر ليس له بل لله تعالى وقد عين له أهلاً ، وكان يشرط عليهم أن لا ينازعوا الأمر أهله ! « أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه ، فقال له رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس : والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ، ثم قال له : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال : الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء . قال فقال له : أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ! لا حاجة لنا بأمرك ! فأبوا عليه . فلما صدر الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم قد كانت أدركته السن حتى لا يقدر أن يوافي معهم المواسم ، فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم ، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم ، فقالوا : جاءنا فتى من قريش ثم أحد بني عبد المطلب يزعم أنه نبي يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم