أقول : هذه الرواية على ما فيها تعطي صورة عن دعوة النبي « صلى الله عليه وآله » لقبائل العرب في المواسم ، كما تدل على أن وقتها في آخر الفترة المكية عندما بايع الأنصار . ج . كان النبي « صلى الله عليه وآله » يقول للذين يزورهم : « يا بني فلان إني رسول الله إليكم ، يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه ، وأن تؤمنوا وتصدقوني وتمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به » . « قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وتملكوا العرب وتذل لكم العجم . وإذا آمنتم كنتم ملوكاً في الجنة » . ( سبل الهدى : 2 / 451 ) . « هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي » . ( تاريخ الذهبي : 1 / 281 ) . « لا أكره أحداً على شئ . من رضي الذي أدعوه إليه فذلك ، ومن كره لم أكرهه ، إنما أريد منعي من القتل حتى أبلغ رسالات ربي » . ( السيرة الحلبية : 2 / 158 ) . « ألا رجل يعرض على قومه فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل . فأتاه رجل من همذان فقال : ممن أنت ؟ فقال الرجل : من همذان ، فقال : هل عند قومك من منعة ؟ قال : نعم ثم إن الرجل خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله فقال : آتيهم أخبرهم ثم آتيك من قابل . قال : نعم . فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب » ( السيرة الحلبية : 2 / 153 ، ومجمع الزوائد : 6 / 35 ، وفتح الباري : 7 / 171 ) . د . وكانت القبائل ترفض دعوته ، لأن فراعنة قريش قاموا من السنة الأولى للبعثة بحملة على وفود الحجاج : « يقولون لمن أتى مكة : لا تغتروا بالخارج منا ، والمدعي النبوة » . ( مجمع البيان : 6 / 131 ، والكشاف : 2 / 406 ، والواحدي : 1 / 598 ) .