إليهم في مسائل التاريخ والتنبؤ بالمستقبل ، واستمر ذلك في بعض الصحابة حتى بعد بعثة النبي « صلى الله عليه وآله » وإسلامهم ! فقد كانت عائشة زوجة النبي « صلى الله عليه وآله » وأباها معجبين بالثقافة اليهودية ! روى مالك في الموطأ : 2 / 943 : « أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها ! فقال أبو بكر : إرقيها بكتاب الله » . فهي تثق بدعاء تلك العجوز اليهودية أكثر مما تثق بنفسها وما علمها النبي « صلى الله عليه وآله » من دعاء ! وسواء قصد أبو بكر بقوله : إرقيها بكتاب الله ، القرآن أو التوراة ، فهو يعني أن اليهودية بمستوى أن ترقي زوجة النبي « صلى الله عليه وآله » ! وقد أفتى فقهاء مذاهب السلطة بأنه يجوز للمسلم أن يسترقي اليهودي ! والخلاصة : أن علاقة اليهود كانت وثيقة بقريش ، وقد عاونوها في عدائها للنبي « صلى الله عليه وآله » وحروبها معه ، وواصلوا تعاونهم مع خلفائه القرشيين ، فكان لهم كلمتهم في ( دار الخلافة ) في المدينة ، وفي ( بلاط الخلافة ) بالشام ، وكان حاخاماتهم في مناصب مستشارين ثقافيين وسياسيين للخليفة ، فأثروا في ثقافة المذاهب السنية تأثيراً كبيراً ! 4 - كتب النبي « صلى الله عليه وآله » عهداً مع اليهود للتعايش وعندما هاجر النبي « صلى الله عليه وآله » إلى المدينة كتب مع فئات اليهود معاهدة تعايش : أما بنو قينقاع الصاغة ، فنقضوا الصلح فسار إليهم النبي « صلى الله عليه وآله » بعد عشرين يوماً من وقعة بدر ، فتحصنوا فحاصرهم خمسة عشر يوماً حتى نزلوا على حكمه فأوثقهم كتافاً ، ووهبهم لحليفهم المنافق عبد الله بن سلول ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ، فخرجوا إلى أذرعات الشام ، وكانوا ست مئة مقاتل . وأما بنو النضير ، فتآمروا على قتل النبي « صلى الله عليه وآله » ونزلت فيهم سورة الحشر ، فبعث