أن نعبد الله وحده لا شريك له ، ونصل الرحم ونحسن الجوار ، ونصلي ونصوم ولا نعبد غيره . فقال : هل معك شئ مما جاء به ؟ وقد دعا أساقفتة فأمرهم فنشروا المصاحف حوله . فقال له جعفر : نعم ، قال : هلم فاتل عليَّ ما جاء به فقرأ عليه صدراً من كهيعص ! فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته ، وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم ثم قال : إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء بها موسى ! إنطلقوا راشدين ، لا والله لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عيناً ! فخرجا من عنده ، وكان أتقى الرجلين فينا عبد الله بن أبي ربيعة ، فقال له عمرو بن العاص : والله لآتينه غداً بما أستأصل به خضراءهم ! لأخبرنه أنهم يزعمون أن إلهه الذي يعبد عيسى بن مريم عبد ! فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان أتقى الرجلين : لا تفعل فإنهم وإن كانوا خالفونا ، فإن لهم رحماً ولهم حقاً . فقال : والله لأفعلن ! فلما كان الغد دخل عليه فقال : أيها الملك إنهم يقولون في عيسى قولاً عظيماً ، فأرسل إليهم فسلهم عنه ، فبعث إليهم ولم ينزل بنا مثلها ، فقال بعضنا لبعض : ماذا تقولون له في عيسى إن هو سألكم عنه ؟ فقالوا : نقول والله الذي قاله فيه والذي أمرنا نبينا أن نقوله فيه ! فدخلوا عليه وعنده بطارقته فقال : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟