فيما يزعمون بعد إسلامه ، يذكر ما رأت قريش من العبرة فيما كان أبو جهل هم به من رسول الله وقائل يقول قالها أبو طالب ، والله أعلم بمن قالها » ! أقول : لاحظ تهديد أبي طالب وتوبيخه لزعماء قريش عامة ، ولأبي جهل خاصة ، وهذا أشد عليهم من ضربة حمزة في نادي قريش ، مما يعني أن ميزان القوة بعد هلاك الفراعنة الخمسة مال بشكل واضح لمصلحة النبي « صلى الله عليه وآله » ، وانخذل زعماء قريش وسكتوا أمام ما فعله حمزة وما فعله أبو طالب ، وما فعله علي « عليه السلام » الذي : « كان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم ! فكانوا يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون : قضمنا عليٌّ ، قضمنا علي » ! ويسكت الآباء على فعل علي « عليه السلام » ولا يقتصون ! ومنها : أن أحد أعيان بني مخزوم أسلم ، فبادر بنو مخزوم ورئيسهم أبو جهل ليؤذوه ويعذبوه ، فتدخل أبو طالب « رحمه الله » وخلصه من تعذيبهم لأن أمه من بني هاشم ! ففي سيرة ابن إسحاق : 2 / 145 : « عَدَتْ قريش على من أسلم منهم فأوثقوه وآذوه ، واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وعدت بنو جمح على عثمان بن مظعون ، وفرَّ أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم إلى أبي طالب ليمنعه وكان خاله ، فجاء بنو مخزوم ليأخذوه فمنعهم فقالوا : يا أبا طالب منعت منا ابن أخيك أتمنع منا ابن أخينا ؟ فقال أبو طالب : أمنع ابن أختي مما أمنع ابن أخي ! فقال أبو لهب - ولم يتكلم بكلام خير قط ليس يومئذ - : صدق أبو طالب لا يسلمه إليكم ! فطمع فيه أبو طالب حين سمع منه ما سمع ورجا نصره والقيام معه ، فقال شعراً استجلبه بذلك : < شعر > وإن امرأً أبو عتيبة عمه * لفي روضة من أن يسام المظالما < / شعر >