عدد الذين أرسلهم النبي « صلى الله عليه وآله » مع أسامة ليبعدهم عن المدينة ثلاثة آلاف فيهم سبع مئة قرشي ! قال : « لم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبو بكر وعمر . . . وعند الواقدي أيضاً أن عدة ذلك الجيش كانت ثلاثة آلاف ، فيهم سبعمائة من قريش » . وهذا يعني أن بضعة آلاف من طلقاء قريش جاؤوا إلى المدينة بعد فتح مكة ، فوصل عددها إلى اثني عشر ألفاً . والخلاصة : أن عدد عرب الجزيرة في عهد النبي « صلى الله عليه وآله » قد يبلغ نصف مليون ، وعرب اليمن مليوناً ، ومجموع عرب العراق والشام وفلسطين ، نحو مليون . ب . أما وضعهم الاقتصادي ، فكان اليمانيون يعيشون على الزراعة وتربية المواشي ، والتجارة الداخلية وبعض الصناعات ، وكذا في مصر والعراق والشام وفلسطين . أما عرب الجزيرة فكانوا في فقر شديد ، تكثر فيهم الغارات والنهب ، فليس في الجزيرة إلا واحات قليلة للزراعة ومراعٍ شحيحة للماشية ، وكان لقريش تجارة بين الحجاز واليمن والشام ومصر ، في رحلتي الشتاء والصيف . ج . أما ديانتهم فكان عرب الجزيرة وعرب العراق وثنيين ، يعبدون أصناماً عديدة ، أهمها هُبَل واللات والعُزَّى ومُنَاة ، وكان فيهم بقية من دين إبراهيم « عليه السلام » . وفيهم أقليات يهودية ، في وادي القرى ، وتيماء ، وخيبر ، وضواحي المدينة ، ومكة . وكان اليمنيون وثنيين ، لكن وثنيتهم أقل حدة ، وفيهم أقلية يهودية في صنعاء وغيرها ، وأقلية مسيحية في نجران وحولها . أما عرب الشام وفلسطين ومصر ، فكانت تنتشر فيهم المسيحية ، بحكم كونهم تحت نفوذ الدولة الرومانية .