5 - أبو ذر الغفاري « رحمه الله » رابع المسلمين المعلنين إسلامهم كان أبو ذر قبل الإسلام يصلي بهداية الفطرة ! قال ابن الصامت قال : « قال أبو ذر رضي الله عنه : صليت قبل الناس بأربع سنين ، قلت له : من كنت تعبد ؟ قال : إله السماء » . ( دلائل النبوة للبيهقي : 4 / 1307 ) . « قلت : يا أبا ذر أين كنت تتوجه ؟ قال : كنت أتوجه حيث وجهني الله ، كنت أصلي من أول الليل ، فإذا كان آخر الليل ألقيت هذا حتى كأنما أنا خفاء حتى تعلوني الشمس » . ( الطبراني الأوسط : 3 / 246 ) . وفي الكافي : 8 / 297 ، وأمالي الصدوق / 567 ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » : « قال لرجل من أصحابه : ألا أخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر رحمة الله عليهما ؟ فقال الرجل وأخطأ : أما إسلام سلمان فقد علمت ، فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر ؟ فقال أبو عبد الله الصادق « عليه السلام » : إن أبا ذر « رحمه الله » كان في بطن مُرّ ( واد قرب مكة ) يرعى غنماً له ، فأتى ذئب عن يمين غنمه فهش بعصاه على الذئب ، فجاء الذئب عن شماله فهش عليه أبو ذر ، ثم قال له أبو ذر : ما رأيت ذئباً أخبث منك ولا شراً ! فقال له الذئب : شرٌّ والله مني أهل مكة بعث الله عز وجل إليهم نبياً فكذبوه وشتموه ! فوقع في أذن أبي ذر فقال لامرأته : هلمي مزودي وأداوتي وعصاي ، ثم خرج على رجليه يريد مكة ليعلم خبر الذئب وما أتاه به ! حتى بلغ مكة فدخلها في ساعة حارة وقد تعب ونصب ، فأتى زمزم وقد عطش فاغترف دلواً فخرج لبن ! فقال في نفسه : هذا والله يدلني على أن ما خبرني الذئب وما جئت له حق ، فشرب وجاء إلى جانب من جوانب المسجد ، فإذا حلقة من قريش فجلس إليهم فرآهم يشتمون النبي « صلى الله عليه وآله » كما قال الذئب ! فما زالوا في ذلك من ذكر النبي « صلى الله عليه وآله » والشتم له حتى جاء أبو طالب من آخر النهار ، فلما رأوه قال بعضهم لبعض : كفُّوا فقد جاء عمه ! قال فكفوا فلما دنا منهم أكرموه وعظموه ،