إليه العلماء مرحلة الغيوم السديمية ، ثم وصلوا إلى مرحلة قبلها هي بحر الغاز السائل . لكن بقيت مسائل بدء الخلق وتنويعه وتطويره ، من الأسرار ! ب . من دلالات خلق نور النبي أنه « صلى الله عليه وآله » مشروع خاص لا يقاس به أحد حتى الأنبياء « عليهم السلام » الذين أخذ الله ميثاقهم بنبوته « عليهم السلام » . وكذلك عترته المعصومون : علي وفاطمة والحسنان والتسعة من ذرية الحسين « عليهم السلام » ، الذين خلق الله نورهم مع نوره « صلى الله عليه وآله » ، أو اشتقه منه ، فهم جزء لا يتجزأ من الحقيقة المحمدية . ج . نلاحظ أن أخبار خلق نور النبي « صلى الله عليه وآله » مغيبةٌ عن ثقافتهم وتثقيفهم ، فلا تسمعها في مساجدهم ومعاهدهم وخطبهم ، ولا تراها في مناهجهم التربوية ، اللهم إلا ما أخذه بعض الصوفية وبنوا عليه بناءاتهم . وهذا السلوك المتعمد في الإعراض عن ذكر مقامات النبي « صلى الله عليه وآله » موروث من طلقاء قريش الذين كانوا زمن النبي « صلى الله عليه وآله » يسمون خيار الصحابة ( عُبَّاد محمد ) ! ويتهمونهم بالغلو فيه لأنهم يؤمنون بمقاماته « صلى الله عليه وآله » ، ويتعبدون بأوامره ونصوصه ! ولذلك أعلنوا بعد وفاته « صلى الله عليه وآله » : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ! وقد ورثهم في عصرنا بدوٌ متعصبون لقريش وبني أمية ، فقالوا ( محمد طارش ومات ) أي مبعوث أوصل رسالة وانتهى وهو الآن لا ينفع ! بل قال عالمهم ( عصاي هذه أنفع من محمد ) ! وحرموا زيارة قبره « صلى الله عليه وآله » !