قال الإمام عبد الواحد السفاقسي في شرح البخاري : إن في شعر أبي طالب هذا دليلاً على أنه كان يعرف نبوة النبي قبل أن يبعث لما أخبره به بحيرا الراهب وغيره من شأنه ، مع ما شاهده من أحواله ، ومنها الاستسقاء به في صغره ومعرفة أبي طالب بنبوته ( ص ) جاءت في كثير من الأخبار زيادة على أخذها من شعره . قال الأميني : أنا لا أدري كيف تكون الشهادة والاعتراف بالنبوة إن لم يكن منها هذه الأساليب المتنوعة المذكورة في هذه الأشعار ! ولو وجد واحد منها في شعر أي أحد أو نثره لأصفق الكل على إسلامه ، لكن جميعها لا يدل على إسلام أبي طالب ! فاعجب واعتبر » . انتهى . وقال العسكري في كتابه : أبو طالب حامي الرسول « صلى الله عليه وآله » / 108 : « وخرجها أبو هفان العبدي ( توفي 257 ) فيما جمعه من شعر أبي طالب ، وهو معروف بديوان أبي طالب « عليه السلام » من / 2 إلى / 12 ، طبع النجف الأشرف في مائة واحد عشر بيتاً ، وخرجناها في كتابنا : الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب « عليه السلام » نقلاً من كتب عديدة ، وفيها زيادة على جميع من ذكر القصيدة ، وما ذكرناه مائة وستة عشرة بيتاً . . . » . وقال صاحب الصحيح من السيرة : 15 / 52 : « وما دام أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » يحب لهذه القصيدة أن تذكر في محافل أهل الإيمان ، فإنني أحب أن أثبتها هنا ليرغم بها أنف الشانئ والناصب ، ولتقر بها عين رسول الله « صلى الله عليه وآله » وعين أبي طالب ، وعين ابنه أسد الله الغالب ، وعين من هو لشفاعته طالب » . وأوردها بمئة وثمانية عشر بيتاً .