5 . آية المستهزئين تكشف تخبط رواة السلطة وتحريفهم ! اتفق المفسرون والمحدثون على أن آيات : فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ . إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئينَ . نزلت بعد ثلاث سنين من البعثة ، فبدأ النبي « صلى الله عليه وآله » مرحلة جديدة هي مرحلة الإعلان والصدع بالدعوة لكل الناس ، بعد أن أزال الله من طريقه العقبة الأساسية وأهلك المستهزئين الخمسة في يوم واحد ! فكل نص مبني على وجود أحد منهم بعد ذلك التاريخ خطأ أو مكذوب ! وبه يظهر عوار عدد من نصوص السلطة : فمنها : كل رواياتهم التي تنافي اختفاء النبي « صلى الله عليه وآله » وصعوبة اللقاء به ، وندرة مجيئه إلى المسجد في تلك السنوات الثلاث ، بسبب الخطر الشديد على حياته ، فلا بد من رد زعمهم أن أبا بكر وغيره أسلموا في تلك الفترة ، لأنه لو صح لرووا ردة فعل قريش ضدهم كردة فعلها على إسلام أبي ذر ، وخالد بن سعيد ، وعمار بن ياسر ووالديه ، وخباب بن الأرت ، وغيرهم من الذين أسلموا في تلك الفترة ! ومنها : زعمهم أن النبي « صلى الله عليه وآله » صدع بدعوته العامة من السنة الأولى ، وعندما أمره الله تعالى في سورة الشعراء : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ . . صعد على الصفا ونادى كل قريش يا آل فلان ويا آل فلان . . الخ . والصحيح أنه دعا بني هاشم فقط ، وأن دعوته العامة بدأت بعد ثلاث سنين ، بعد هلاك المستهزئين . ومنها : تضخيمهم دار الأرقم ، وأن النبي « صلى الله عليه وآله » كان يلتقي فيها بالمسلمين قبل السنة الثالثة ، بل جعلوا أحداثاً وقعت بعد السنة الثالثة في دار الأرقم ، ومنها سورة