5 - ولم يتركوا هذه المنقبة لعلي « عليه السلام » حتى دسوا فيها الطعن بأبيه « صلى الله عليه وآله » ففي مسند أحمد : 1 / 99 ، عن حبة العرني قال : « رأيت علياً رضي الله عنه ضحك على المنبر ، لم أره ضحك ضحكاً أكثر منه حتى بدت نواجذه ! ثم قال : ذكرت قول أبي طالب ! ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله « صلى الله عليه وآله » ونحن نصلي ببطن نخلة فقال : ماذا تصنعان يا ابن أخي ؟ فدعاه رسول الله « صلى الله عليه وآله » إلى الإسلام فقال : ما بالذي تصنعان بأس أو بالذي تقولان بأس ولكن والله لا تعلوني إستي أبداً ! وضحك تعجباً لقول أبيه ! ثم قال : اللهم لا أعترف أن عبداً لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ، ثلاث مرات ، لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعاً » . والطيالسي / 26 ، ومسند زيد / 405 ، وتاريخ دمشق : 42 / 32 ، وأضاف الراوي من كيسه : « والله ما قال سبعة أيام ولا سبعة أشهر ولا سبع سنين » ! بينما رواه في تاريخ دمشق : 66 / 313 ، وفيه : « فقال لي أبي : بني ما كنتما تصنعان ؟ قلت : كنا نصلي ، فقال أبو طالب : والله والله لا تعلوني إستي أبداً ، فرأيته يضحك من قول أبيه ، ثم قال : والله لقد رأيتني صليت قبل الناس حججاً » . أقول : إن مقولة ( لا تعلوني إستي ) وما بمعناها تعبير عن تكبرٍ بدوي وعامية ! ويجد الباحث أن المشركين قالوها ، ثم ألصقوها بأبي طالب « رحمه الله » بغضاً بعلي « عليه السلام » ! فقد ذكر الرواة أن أهل الطائف طلبوا من النبي « صلى الله عليه وآله » أن يعفيهم من الصلاة ، فقال لهم : « أما الصلاة فإنه لا خير في دين لا صلاة فيه ! فقالوا : يا محمد