فالإمام زين العابدين « عليه السلام » وبَّخ عروة على روايته أن النبي « صلى الله عليه وآله » قال إن زينب أفضل بناته ، أي أفضل من فاطمة « عليه السلام » ، فتنصل عروة من ذلك ووعد أن لا يرويه مع أنه قول خالته عائشة ! ثم قال عروة معتذراً عن خالته : « وإنما كان هذا قبل نزول آية : أُدْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ » . أي أن النبي « صلى الله عليه وآله » عبَّر عن زينب بابنته قبل أن تنزل آية تحريم التبني في سورة الأحزاب في السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة ، أما بعدها فلم يقل عن زينب : بنتي ، ومعناه أنها كانت متبناة للنبي « صلى الله عليه وآله » ! فالقول بأن زينب وأم كلثوم ربائب النبي « صلى الله عليه وآله » قوي علمياً ، لكنه يحتاج إلى مؤيدات أخرى لينهض في مقابل نصوص القول المشهور التي تذكر أنهن بنات النبي « صلى الله عليه وآله » من خديجة « عليها السلام » . لذلك اخترنا التوقف ، والله العالم . قال أبو الفتح الكراجكي في كتاب التعجب من أغلاط العامة / 101 : « ومن عجيب أمرهم مثل هذا : قولهم : إن عثمان بن عفان ذو النورين ، واعتقادهم من نحلته هذا بأنه تزوج بابنتين كانتا فيما زعموا لرسول الله من خديجة بنت خويلد ، وقد اختلفت الأقوال فيهما ، فمن قائل : أنهما ربيبتاه ، وأنهما ابنتا خديجة من سواه ، ومن قائل : إنهما ابنتا أخت خديجة من أمها ، وإن خديجة ربتهما لما ماتت أختها في حياتها ، وقال إن اسم أبيهما هالة . ومن قال إنهما ابنتا النبي يعلم أنهما ليستا كفاطمة البتول « عليها السلام » في منزلتها ، ولا يدانيانها في مرتبتها ، فيسمون عثمان لأجل تزويجه بهما مع ما روي من أنه قتل إحداهما ذا النورين ولا يقولون : إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب « عليه السلام » ذو النورين ، وهو أبو السبطين السيدين الإمامين الشهيدين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، وشنفي العرش ،