وفي برهان الزركشي : 1 / 422 : « فَمَالِ هَؤُلاءِ القَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ! هذه الإشارة للفريق الذين نافقوا ، من القوم الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ » . وكشف بعضهم ابن حجر فقال : « نزلت في عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص وهما من بني زهرة ، وقدامة بن مظعون والمقداد بن الأسود ، وذلك أنهم استأذنوا في قتال كفار مكة لما يلقون منهم من الأذى فقال : لم أؤمر بالقتال ، فلما هاجر إلى المدينة وأذن بالقتال ، كره بعضهم ذلك » ! ( أسباب النزول : 2 / 918 ) . وفي تفسير الرازي : 10 / 184 : « والأولى حمل الآية على المنافقين لأنه تعالى ذكر بعد هذه الآية قوله : وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ ، ولا شك أن من هذا كلام المنافقين . . . فالمعطوف في المنافقين وجب أن يكون المعطوف عليهم فيهم أيضاً » . وروى الحاكم : 2 / 66 ، تفسيرها بابن عوف وأصحابه وصححه على شرط بخاري . وكذا النسائي : 6 / 3 ، والبيهقي : 9 / 11 . وقد كذبوا على المقداد « رحمه الله » فجعلوه منهم مع أنهم رووا في البخاري ( 5 / 187 ) قوله للنبي « صلى الله عليه وآله » : « يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ، ولكن إمض ونحن معك ! فكأنه سُرِّيَ عن رسول الله » . ومعناه أن النبي « صلى الله عليه وآله » كان غاضباً من آخرين خوفوه من قريش ، وهم أهل آية : كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ، وليس من المقداد « رحمه الله » ! وسيأتي تفصيل ذلك .