نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 66
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم [1] عليهم السلام تنزيه يعقوب عن إيقاع التحاسد بين بنيه : ( مسألة ) فإن قيل : فما معنى تفضيل يعقوب عليه السلام ليوسف ( ع ) على إخوته في البر والتقريب والمحبة ، حتى أوقع ذلك التحاسد بينهم وبينه وأفضى إلى الحال المكروهة التي نطق بها القرآن ، حتى قالوا على ما حكاه الله تعالى عنهم : ( ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين ) [2] فنسبوه إلى الضلال والخطأ . وليس لكم أن تقولوا إن يعقوب ( ع ) لم يعلم بذلك من حالهم قبل أن يكون منه التفضيل ليوسف ( ع ) . لأن ذلك لا بد من أن يكون معلوما منه من حيث كان في طباع البشر من التنافس والتحاسد . ( الجواب ) : قيل ليس فيما نطق به القرآن ما يدل على أن يعقوب عليه السلام فضله بشئ من فعله وواقع من جهته ، لأن المحبة التي هي ميل الطباع ليست مما يكتسبه الانسان ويختاره ، وإنما ذلك موقوف على فعل الله تعالى فيه . ولهذا ربما يكون للرجل عدة أولاد فيحب أحدهم دون غيره ، وربما يكون المحبوب دونهم في الجمال والكمال . وقد قال الله تعالى :