نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 61
والجواب الآخر : أن لفظه ( لما ) يطلب في جوابها الماضي ، كطلب لفظه ( إن ) في جوابها المستقبل . فلما استحسنوا أن يأتوا في جواب ( إن ) بالماضي ، ومعناه الاستقبال ، لدلالة ( أن ) عليه ، استحسنوا أن يأتوا بعد ( لما ) الاستقبال تعويلا على أن اللفظة تدل على مضيه . فكما قالوا إن زرتني زرتك ، وهم يريدون إن تزرني أزرك . قالوا ولما تزرني أزرك ، وهم يريدون لما زرتني زرتك . وأنشدوا في دخول الماضي في جواب إن قول الشاعر . إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا * مني وما سمعوا من صالح دفنوا وفي قول الآخر في دخول المستقبل جوابا بالماضي : وميعاد قوم إن أرادوا لقاءنا * بجمع منى إن كان للناس مجمع يروا خارجيا لم ير الناس مثله * تشير لهم عين إليه وإصبع ويمكن في هذا جواب آخر ، هو أن يجعل ( يجادلنا ) حالا لا جوابا للفظة لما . ويكون المعنى أن البشرى جاءته في حال الجدال للرسل . فإن قيل : فأين جواب ( لما ) على هذا الوجه ؟ . قلنا يمكن أن نقدره في أحد موضعين : إما في قوله تعالى : ( إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) ويكون التقدير : قلنا إن إبراهيم كذلك . والموضع الآخر أن يكون أراد تعالى ( فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ) ناديناه يا إبراهيم . فجواب ( لما ) هو ناديناه ، وإن كان محذوفا ودل عليه لفظة النداء . وكل هذا جايز . تنزيه إبراهيم عن القول بخلق الله للأفعال : ( مسألة ) : فإن قيل أليس قد حكى الله تعالى عن إبراهيم ( ع ) قوله إذ قال لقومه : ( أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون ) [1] وظاهر هذا