نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 38
ومن ما لي عينيه من شئ غيره * إذا راح نحو الحمرة البيض كالدما أرادوكم من انسان قتيل . وقال رجل من بجيلة : كم من ضعيف العقل منتكث القوى * ما أن له نقض ولا إبرام أرادكم من انسان ضعيف العقل والقوى . فإن قيل : لو كان الأمر على ما ذكرتم فلم قال الله تعالى : ( فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) فكيف قال نوح عليه السلام من بعد : ( رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) [1] . قلنا ليس يمتنع أن يكون نوح ( ع ) نهي عن سؤال ما ليس له به علم ، وإن لم يقع منه ، وأن يكون هو ( ع ) تعوذ من ذلك ، وإن لم يواقعه . ألا ترى أن نبينا صلى الله عليه وآله قد نهي عن الشرك والكفر ، وإن لم يقعا منه ، في قوله تعالى : ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) . وإنما سأل نوح عليه السلام نجاة ابنه باشتراط المصلحة لا على سبيل القطع . فلما بين الله تعالى أن المصلحة في غير نجاته ، لم يكن ذلك خارجا عما تضمنه السؤال . فأما قوله تعالى : ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) ، فمعناه لئلا تكون منهم . ولا شك في أن وعظه تعالى هو الذي يصرفه عن الجهل وينزهه عن فعله . وهذا كله واضح .