نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 158
عذاب عظيم ) [1] أوليس هذا يقتضي عتابه على استبقاء الأسارى وأخذ عرض الدنيا عوض عن قتلهم ؟ . ( الجواب ) : قلنا ليس في ظاهر الآية ما يدل على أنه صلى الله عليه وآله عوتب في شأن الأسارى ، بل لو قيل إن الظاهر يقتضي توجه الآية إلى غيره لكان أولى ، لان قوله تعالى : ( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة ) ، وقوله تعالى : ( ولولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) ، لا شك أنه لغيره ، فيجب ان يكون المعاتب سواه . والقصة في هذا الباب معروفة والرواية بها متظافرة ، لان الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله بأن يأمر أصحابه بأن يثخنوا في قتل أعدائهم بقوله تعالى : ( فاضروا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) [2] وبلغ النبي صلى الله عليه وآله ذلك إلى أصحابه فخالفوه ، وأسروا يوم بدر جماعة من المشركين طمعا في الفداء ، فأنكر الله تعالى ذلك عليهم وبين ان الذي أمر به سواه . فإن قيل : فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله خارجا عن العتاب فما معنى قوله تعالى : ( ما كان لنبي ان يكون له اسرى ) ؟ قلنا : الوجه في ذلك لان الأصحاب انما اسروهم ليكونوا في يده صلى الله عليه وآله . فهم اسراؤه على الحقيقة ومضافون إليه ، وإن كان لم يأمرهم بأسرهم بل أمر بخلافه . فان قيل : أفما شاهدهم النبي صلى الله عليه وآله وقت الأسر فكيف لم ينههم عنه ؟ . قلنا : ليس يجب ان يكون عليه السلام مشاهدا لحال الأسر ، لأنه كان