بل من الذين مردوا ومرنوا على النفاق وطبع الله على قلوبهم ممن أسلم كرها . حقا إن بقاء علي ع حيا بين ظهراني أولئك القوم إلى أن فتك به أشقاها لم تقتله الجن ولم تغله الغيلان ولم يأكل أعداؤه لحمه نهشا بأسنانهم كما أكلت هند أم معاوية كبد عمه حمزة . إن بقاءه تلك المدة من أكبر معجزات أخيه ص وهذا واضح جلي عند من يتنزه عن التمويه والتغرير . تتميم إن قال قائل إنا نسلم جواز ما ذكرته عن أمير المؤمنين ع من التقية ، ونقبله فيما كان قبل أن يستخلف ، وأما بعد مبايعة عدول الأمة له ، والتفاف الألوف المؤلفة حوله ناصرين له ، فأي مانع له إذ ذاك من تغييره كل ما لا يراه حقا وصوابا ؟ فليكن سكونه حينئذ عن ما كان من قبل رضاء به ، وتقريرا له ؟ . وجوابنا أنه ليس كل رئيس في جماعة يكون مطاعا ، في كل شئ فكم من كافر صار رئيسا على مسلمين ، وبالعكس ، ولم يستطع تغيير أكثر ما يحب تغييره ، وهذا أمر بين جلي .