responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر    جلد : 1  صفحه : 223


قال : فقال المسور بن مخرمة : يا أبا عبد الله اسمع مني قد دعوتنا بحلف الفضول وأجبناك ، تعلم إني سمعت أخاك يقول قبل أن يموت بيوم : " يا ابن مخرمة إني قد عهدت إلى أخي أن يدفنني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن وجد إلى ذلك سبيلا ، فإن خاف أن يهراق في ذلك محجم من دم فليدفني مع أمي بالبقيع " . وتعلم أني أذكرك الله في هذه الدماء ألا ترى ما ها هنا من السلاح والرجال ، والناس سراع إلى الفتنة ؟ قال : وجعل الحسين يأبى ، وجعلت بنو هاشم والحلفاء يلغطون ويقولون : لا يدفن أبدا إلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الحسن بن محمد [ بن الحنفية ] : سمعت أبي يقول : لقد رأيتني يومئذ وإني لأريد أن أضرب عنق مروان ، ما حال بيني وبين ذلك أن لا أكون أراه مستوجبا لذلك إلا أني سمعت أخي يقول : " إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني بالبقيع " فقلت لأخي : يا أبا عبد الله - وكنت أرفقهم به - : إنا لا ندع قتال هؤلاء القوم جبنا منهم ولكنا إنما نتبع وصية أبي محمد ، إنه والله لو قال :
ادفنوني مع النبي صلى الله عليه وسلم لمتنا من آخرنا أو ندفنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه خاف ما قد ترى فقال : " إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني مع أمي " فإنما نتبع عهده وننفذ أمره ، قال : فأطاع حسين بعد أن ظننت أنه لا يطيع ، فاحتملناه حتى وضعناه بالبقيع .
وحضرت سعيد بن العاص [1] ليصلي عليه فقالت بنو هاشم : لا يصلي عليه [ أحد ] أبدا إلا حسين . قال :



[1] حضور سعيد بن العاص لتشييع جنازة الإمام الحسن والصلاة عليه مع ممالاته مروان خلاف المجاري العادية بين الناس لأنه كان أمير المدينة وقد خلى العرصة والجو لمروان كي يجمع ألفي مسلح لمعارضة بني هاشم ويمنعهم عن دفن الإمام الحسن عند جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد أغاظوا بني هاشم فثاروا ودعوا بحلف الفضول فتحشدوا وخرجوا مستلئمين لمحاربة بني أمية وهم مستشاطون متحمسون متغيظون فكيف يمكن يحضر سعيد بن العاص بينهم وهو بتخلية الميدان لمروان ضربهم الخنجر من ورائهم وزادهم غصة بعد غصة وذاقهم أمر المرارة وأحرقهم بأحرق من النار ! ! ومما يدل على أن حضور سعيد بن العاص لتشييع جنازة الامام أو الصلاة عليها كذب وأنه من أسطورة الأقلام المستأجرة ، ما رواه نعيم بن حماد في أواخر الجزء الثاني في الحديث : ( 411 ) من كتاب الفتن ، الورق 40 / ب / قال : حدثنا هشيم ، أنبأنا حصين ، حدثنا أبو حازم قال : لما احتضر الحسن بن علي رضي الله عنهما أوصى أن يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون في ذلك تنازع أو قتال فيدفن في مقابر المسلمين . فلما مات جاء مروان بن الحكم في بني أمية ولبسوا السلاح وقال : لا يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم ! منعتم عثمان فنحن نمنعكم ؟ ! فخافوا أن يكون بينهم قتال . قال أبو حازم : قال أبو هريرة : أرأيت لو أن ابنا لموسى أوصى أن يدفن مع أبيه فمنع ألم يكن ظلمو [ ه ] ؟ ! قلت : بلى . قال : فهذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمنع أن يدفن مع أبيه ! ! ثم انطلق أبو هريرة إلى الحسين رضي الله عنهما فكلمه وناشده الله وقال : قد أوصى أخوك : إن خفت أن يكون قتال فردوني إلى مقابر المسلمين . فلم يزل به حتى فعل وحمله إلى البقيع . فلم يشهده أحد من بني أمية إلا خالد بن الوليد بن عتبة ، فإنه ناشدهم الله وقرابته فخلوا عنه فشهد دفنه مع الحسين رضي الله عنه .

223

نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست