نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر جلد : 1 صفحه : 222
وسلم إن استطيع ذلك ، فإن حيل بينه وبينه وخيف أن يهراق فيه محجمة من دم دفن عند أمه بالبقيع ، وجعل حسن يوعز إلى الحسين : يا أخي إياك أن تسفك الدماء في فإن الناس سراع إلى الفتنة . فلما توفي الحسن ارتجت المدينة صياحا فلا يلفى أحد إلا باكيا . وأبرد مروان إلى معاوية يخبره بموت حسن وأنهم يريدون دفنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم لا يصلون إلى ذلك أبدا وأنا حي . فانتهى حسين بن علي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : احفروا ها هنا . فنكب عنه سعيد بن العاص وهو الأمير فاعتزل ولم يحل بينه وبينه . وصاح مروان في بني أمية ولفها وتلبسوا السلاح وقال مروان : لا كان هذا أبدا . فقال له الحسين : يا ابن الزرقاء مالك ولهذا ؟ أوال أنت ؟ قال : لا كان هذا ولا يخلص إليه وأنا حي ! ! فصاح حسين بحلف الفضول [1] فاجتمعت [ بنو ] هاشم وتيم وزهرة وأسد وبنو جعونة ابن شعوب من بني ليث قد تلبسوا السلاح . وعقد مروان لواءا وعقد حسين لواءا ، فقال الهاشميون : يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى كانت بينهم المراماة بالنبل [2] وابن جعونة بن شعوب يومئذ شاهر سيفه . فقام في ذلك رجال من قريش عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، والمسور بن مخرمة بن نوفل ، وجعل عبد الله بن جعفر يلح على حسين وهو يقول : يا ابن عم ألم تسمع إلى عهد أخيك : إن خفت أن يهراق في محجمة من دم فادفني بالبقيع مع أمي . أذكرك الله أن تسفك الدماء . وحسين يأبى دفنه إلا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ويعرض مروان لي ؟ ماله ولهذا ؟ !
[1] وأصل قصة حلف الفضول أن رجلا من بني أبي زبيد قدم مكة بسلعة فباعها من العاص بن وائل السهمي فظلمه فيها وجحده ثمنها فناشده الله فلم ينفعه ذلك عنده فنادى ذات يوم وقريش في أنديتها : يا آل فهر لمظلوم بضاعته * ببطن مكة نائي الحي والنفر ومحرم أشعث لم يقض عمرته * يا آل فهر وبين الركن والحجر وقال أيضا : يا آل قصي كيف هذا في الحرم * وحرمة البيت وأخلاق الكرم أظلم لا يمنع مني من ظلم فسمع نداءه الزبير بن عبد المطلب فقال : ما لهذا مترك فجمع إخوته واجتمع بنو هاشم وبنو المطلب بن عبد مناف ، وبنو أسد بن عبد العزي وبنو زهرة ، وبنو تيم بن مرة في دار أبي زهير عبد الله بن جدعان القرشي ثم التيمي فتحالفوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما إلا نصروه ورفدوه وأعانوه حتى يؤدى إليه حقه وينصفه ظالمه من مظلمته ، وعادوا عليه بفضول أموالهم ما بل بحر صوفة ، وأكدوا ذلك وتعاقدوا عليه وتماسحوا قياما ، فسمي الحلف حلف الفضول لبذلهم فضول أموالهم . أقول : هذا تلخيص ما ذكره البلاذري في أول ترجمة الزبير بن عبد المطلب من أنساب الأشراف : ج 2 ، ص 11 ، ط 1 ، وذكر في وجه تسمية الحلف بحلف الفضول وجهين آخرين أيضا . [2] وعليك بالتنقيب فإن هذه وأشكالها مما أخفوه .
222
نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر جلد : 1 صفحه : 222