نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر جلد : 1 صفحه : 176
عن مجالد عن الشعبي وعن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه ، وعن أبي السفر وغيرهم قالوا : بايع أهل العراق بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي ، ثم قالوا له : سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا العظيم ، وابتزوا الناس أمورهم فإنا نرجو أن يمكنا الله منهم . فسار الحسن إلى أهل الشام وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في اثني عشر ألفا وكانوا يسمون شرطة الخميس . وقال غيره : وجه إلى الشام عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فسار فيهم قيس حتى نزل مسكن والأنبار وناحيتها ، وسار الحسن حتى نزل المدائن وأقبل معاوية في أهل الشام يريد الحسن حتى نزل جسر منبج ، فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكره : ألا إن قيس بن سعد قد قتل . قال : فشد الناس على حجرة الحسن فانتهبوها حتى انتهبت بسطه وجواريه وأخذوا رداءه من ظهره ! وطعنه رجل من بني أسد يقال له : ابن أقيصر / 474 / أ / بخنجر مسموم في أليته فتحول من مكانه الذي انتهب فيه متاعه ونزل الأبيض : قصر كسرى وقال : عليكم لعنة الله من أهل قرية فقد علمت أنه لا خير فيكم قتلتم أبي بالأمس واليوم تفعلون بي هذا ؟ ! ثم دعا عمرو بن سلمة الأرحبي فأرسله وكتب معه إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الامر على أن يسلم له ثلاث خصال : يسلم له بيت المال فيقضي منه دينه ومواعيده التي عليه ويتحمل منه هو ومن معه من عيال أبيه وولده وأهل بيته ، ولا يسب علي وهو يسمع ، وأن يحمل إليه خراج " فسا " و " دارابجر " [1] من أرض فارس كل عام إلى المدينة ما بقي . فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطاه ما سأل . ويقال : بل أرسل الحسن بن علي عبد الله بن الحرث بن نوفل إلى معاوية حتى أخذ له ما سأل وأرسل معاوية عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الرحمان بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما المدائن إلى الحسن فأعطياه ما سأل وما أراد ، ووثقا له ، فكتب إليه الحسن أن أقبل . فأقبل من جسر منبج إلى مسكن في خمسة أيام وقد دخل اليوم السادس فسلم إليه الحسن الامر وبايعه ، ثم سارا جميعا حتى قدما الكوفة فنزل الحسن القصر ونزل معاوية النخيلة فأتاه الحسن في عسكره غير مرة ، ووفى معاوية للحسن ببيت المال وكان فيه يومئذ سبعة آلاف ألف درهم ، واحتملها الحسن وتجهز بها هو وأهل بيته إلى المدينة ، وكف معاوية عن سب علي والحسن يسمع ودس معاوية إلى أهل البصرة فطردوا وكيل الحسن [2] فقالوا : لا تحمل فيئنا إلى غيرنا يعنون
[1] كذا في كلي أصلي معا ، وفي الطبقات الكبرى : " ودرابجرد " . أقول : والبلدان إلى الآن من البلاد المعمورة من نواحي فارس وشيراز لكثرة مياههما وعذوبة أرضهما وطيب هوائهما . [2] وهذا رواه البلاذري في الحديث : ( 56 ) من ترجمة الإمام الحسن من أنساب الأشراف : ج 3 ، ص 47 ، ط 1 ، عن جماعة قال : قالوا : وولى معاوية عبد الله بن عامر البصرة والمغيرة بن شعبة الكوفة ومضى إلى الشام . فوجه الحسن عماله إلى " فسا " و " درابجرد " وكان معاوية قد أمر ابن عامر أن يغري أهل البصرة بالحسن فضجوا وجعلوا يقولون ، قد انفضت أعطياتنا بما جعل معاوية للحسن ! وهذا المال مالنا فكيف يصرف إلى غيرنا ؟ ويقال إنهم طردوا عماله على الكورتين فاقتصر معاوية بالحسن على ألفي ألفي درهم . ويقال : على ألف ألف درهم من خراج إصبهان وغيرها . فكان حصين بن المنذر الرقاشي أبو ساسان يقول : ما وفى معاوية للحسن بشئ مما جعل [ له ] قتل حجرا وأصحابه ، وبايع لابنه ولم يجعلها شورى وسم الحسن . أقول : وقل الحصين بن المنذر هذا رواه أيضا أبو الحسن المدائني كما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 31 ) من باب كتب نهج البلاغة : ج 16 ، ص 17 ، ط مصر .
176
نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر جلد : 1 صفحه : 176