responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر    جلد : 1  صفحه : 186


[ ما دار بين الإمام الحسن ومعاوية في الصلح وشروطه ، وإرسال معاوية إلى الامام بصحيفة بيضاء وقع في أسفلها وختمها بخاتمه أن اشترط في هذه الصحيفة ما تريد . ثم عدوله بعد الصلح عن عهده وعدم تنفيذه شيئا من الشروط ] .
311 - أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت :
حيلولة : وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، قالا : أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ، أنبأنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان أنبأنا الحجاج ، حدثني جدي :
عن الزهري قال : فكاتب الحسن لما طعن معاوية وأرسل يشرط شرطه [ ظ ] فقال : إن أعطيتني هذا فإني سامع مطيع وعليك أن تفي به . فوقعت صحيفة الحسن في يد معاوية وقد أرسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها وكتب إليه أن اشترط في هذه ما شئت فما اشترطت فهو لك . فلما أتت حسنا جعل يشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده ، وأمسك معاوية صحيفة الحسن التي كتب إليه يسأله ما فيها .
فلما التقيا وبايعه الحسن سأل حسن معاوية أن يعطيه الشروط التي اشترط في السجل الذي ختم معاوية على أسفله فأبي معاوية أن يعطيه ذلك ، وقال لك ما كنت كتبت إلي تسألني أن أعطيك فإني قد أعطيتكها حين جاءني . فقال له الحسن : وأنا قد اشترطت عليك حين جاءني سجلك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه .
فاختلفا في ذلك ، فلم ينفد [ معاوية ] للحسن من الشرط شيئا [1] .



[1] أي لا الشرط المختلف فيه ولا المتفق عليه ، أما المختلف فيه فواضح أن معاوية لم يف به ولم ينفذه ، وأما الشروط المتفق عليها الذي لم يف بها معاوية ولم ينفذها فكثيرة : منها طرده وكلاء وعمال الإمام الحسن عن بلدتي " فسا " و " دارا بجرد " . ومنها تخلفه عن عدم ذكر أمير المؤمنين عليه السلام بسوء ، فسن سبه في جميع الارجاء الاسلامية واستمرت هذه السنة الالحادية إلى تمام ملك بني أمية عدا سنوات من ملك عمر بن عبد العزيز فإنه بحسن تدبيره وسريرته عطل هذه السنة الكافرة . ومنها عدوله عن عدم تعرضه للامام وشيعته وأن لا يبغي لهم الغوائل ، وقد خالف معاوية هذا الشرط - كبقية الشروط - فسم الإمام الحسن وقتل حجر بن عدي والأخيار من أصحابه بالإفك والتزوير والغدر والنفاق . ومنها أن لا يرشح أحدا للامارة على المسلمين وقيادتهم . قال أبو عمر في ترجمة الإمام الحسن من كتاب الاستيعاب بهامش الإصابة : ج 1 ، ص 373 : ولا خلاف بين العلماء أن الحسن إنما سلم الخلافة لمعاوية حياته لا غير ثم تكون له من بعده وعلى ذلك انعقد بينهما ما انعقد . أقول : وقريبا منه ذكره أيضا قبله في ص 371 . فخالف معاوية هذا الشرط وحمل المسلمين على بيعة ابنه شارب الخمر دائم السكر . اللاعب بالكلاب والآنس بالمغنين والمغنيات ، فمن كان من المسلمين منافقا أو ضعيف الايمان أخذ بيعة ابنه منه بالرشوة وحمل أموال الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام إليه ، وإعطائه المناصب ورئاسة البلاد والعباد وبتطميعه في تشريكه معه في اللعب بالمسلمين ونواميسهم ! ! ! ومن كان من المسلمين على فطرة سليمة ، وعلى إيمان صحيح وعقيدة راسخة فأخذ منهم بيعة ابنه إما بحبس حقه عنه أو توعيدا وتهديدا . أو شتما وضربا ، أو حبسا وقتلا . وجميع ما ذكرناه مما ثبت بقلم أولياء معاوية ، وكثيرا منه ذكره المصنف فيما يأتي من الترجمة وترجمة الإمام الحسين وترجمة الشهداء حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله عليهم ، وترجمة معاوية وأخيه - بحسب زعمه خلافا لرسول الله - زياد بن أبيه ، وترجمة ابنه يزيد حشرهم الله مع أشكالهم وأخدانهم ، فتعمق فيما ذكرناه وخذ حذرك من النار .

186

نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست