نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر جلد : 1 صفحه : 185
لي بنسائهم من لي بضيعتهم [1] ؟ فبعث إليه برجلين من قريش من بني عبد شمس : عبد الرحمان ابن سمرة ، وعبد الله بن عامر ، فقال : اذهبا إلى هذا الرجل ، فأعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه . فأتياه فدخلا عليه فتكلما فقالا له وطلبا إليه ، فقال لهما الحسن بن علي : إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها . قالا : فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك . قال : فمن لي بهذا ؟ قالا : نحن لك به . فما سألهما شيئا إلا قالا : نحن لك به . فصالحه . قال الحسن : ولقد سمعت أبا بكرة يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول : إن ابني هذا سيد ولعل الله تعالى أن يصلح به [2] بين فئتين عظيمتين من المسلمين [3] .
[1] ومما ذكرناه في التعليق السالف تبين أن هذا اختلاق على الحسن لم يقله قط ، وأنه مباين لما كانت نفسية معاوية منسجمة به ، وكل أحد عرف واقع معاوية يعلم أن هذا غير ملائم لما كان يضمه جوانح معاوية ، وأن الملائم لسجايا معاوية أن يقول : إن قتل هؤلاء أجمع من لي بالماكرين والغادرين ؟ إن فني هؤلاء أجمع من لي ببائعي الدين بالدنيا ؟ من لي بالمارقين والفئة الباغية ؟ ! من لي بغارسي الكروم للخمر ؟ من لي بمن يتجر لي بالخمر والخنزير ؟ من لي بإنتاج البغايا وولد الزنا حتى أكثر بهم نسبي وأستعملهم وأوليهم على الناس ؟ ! من لي بتربية الكلاب والخنازير للعب ؟ ؟ بها وأكل لحومها ؟ ! من لي بناسجي الحرير كي ألبسه وأترفل فيه ؟ ! من لي بصائغي الذهب كي أتزين بلبسه ؟ ! من لي بحائزي الربا ، وجامعي الرشا ؟ ! من لي بقامعي الصلحاء ومبيدي الأتقياء إن لم يذعنوا لبدعي ؟ ! . [2] لفظة : " تعالى " مأخوذة من نسخة تركيا ، ولا توجد في نسخة العلامة الأميني . والحديث قد أشار إليه ابن عبد البر في أول ترجمة الإمام الحسن من الاستيعاب بهامش الإصابة : ج 1 ، ص 370 ثم قال : ولا أسود ممن سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدا . [3] وقريبا من هذا الحديث رواه ابن عبد البر في أوائل ترجمة الإمام الحسن من كتاب الاستيعاب بهامش الإصابة : ج 1 ، ص 370 وما رواه ابن عبد البر أقل انحرافا من رواية المصنف هذه ، ولذا نذكره حرفيا قال : ولما قتل علي بايعه [ أي الحسن ] أكثر من أربعين ألفا كلهم قد كانوا بايعوا أباه عليا قبل موته على الموت ، وكانوا أطوع للحسن وأحب فيه منهم في أبيه ، فبقي نحو سبعة أشهر خليفة بالعراق وما وراءها من خراسان . ثم سار إلى معاوية وسار معاوية إليه ، فلما تراءى الجمعان - وذلك بموضع يقال له مسكن من أرض السواد بناحية الأنبار - علم أنه لن تغلب إحدى الفئتين حتى يذهب أكثر الأخرى فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصير الامر إليه على أن يشترط عليه أن لا يطلب أحدا من أهل المدينة والحجاز ولا أهل العراق بشئ كان في أيام أبيه . فأجابه معاوية - وكاد يطير فرحا - إلا أنه قال : أما عشرة أنفس فلا أؤمنهم . فراجعه الحسن فيهم فكتب إليه يقول : إني قد آليت متى ظفرت بقيس بن سعد [ وهو من خيار صحابة رسول الله ] أن أقطع لسانه ويده . فراجعه الحسن : إني لا أبايعك أبدا وأنت تطلب قيسا أو غيره بتبعة قلت أو كثرت فبعث إليه معاوية حينئذ برق أبيض [ مختوم بخاتمه في أسفله ] وقال : اكتب ما شئت فيه وأنا التزمه . فاصطلحا على ذلك واشترط عليه الحسن أن يكون له الامر من بعده فالتزم ذلك كله معاوية . فقال له عمرو بن العاصي : إنهم قد انفل حدهم وانكسرت شوكتهم . فقال له معاوية : أما علمت أنه قد بايع عليا أربعون ألفا على الموت ؟ فوالله لا يقتلون حتى يقتل أعدادهم من أهل الشام والله ما في العيش خير بعد ذلك ! أقول : ومما علقناه ها هنا على المتن يعلم أكثر اختلالات حديث الاستيعاب أيضا .
185
نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر جلد : 1 صفحه : 185