responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 98


والأهوال في غضون حكم الروم ، فعين في عهدهم البطريرق ( بنيامين ) بطريرقا للديار المصرية فأذعن لسلطانه أهل البلاد قاصيها ، ودانيها ، فتمكن من ارجاع الكنيسة إلى حالتها القديمة ، من حيث النظام والعظمة وعاش في الإسكندرية آمنا مطمئنا أثناء حكم الفرس .
غير أن حكم الفرس لم يدم في مصر أكثر من عشر سنوات ، فإن قيام العرب بعد أن جمع الإسلام كلمتهم ، حرم الدولة الفارسية من خيرة جنودها ، وهيا الفرص للروم لاسترداد بعض أقاليمهم المفقودة في الشرق ، فقد سار ( هرقل ) مخترقا البلاد السورية إلى مصر وطرد أعداءه الفرس ، فغادر البلاد معهم البطريرك بنيامين ، الذي كان قد جلس على كرسيه . فعكر طمأنينة المصريين طرد الفرس من مصر وعودة الروم إليها ، فعقد بنيامين مجمعا عاما للقسس والرهبان وأوصاهم بالصبر والجلد والاعتصام في الجبال ، ثم هرب في كنف الليل إلى وادي النطرون ( 1 ) ومن ثم عادت مصر إلى حكم الروم وتولدت الاختلافات الدينية من جديد ، فاتخذها هرقل وسيلة لإضرام نيران الحقد والانتقام التي كانت تتأجج في صدره من جراء ترحيبهم بالفرس ورضائهم حكمهم ( 2 ) ، فأحل بهم هرقل صنوف الظلم والاضطهاد لقبول مذهب خلقدونية ، ومن أبى عذب وضرب بالسياط حتى الموت .


1 - بطلر ص 184 . 2 - يخالف بطلر ( ص 83 - 87 ) بعض المؤرخين مثل ( شارب ) و ( ملن ) في ذلك ويقول أن المصريين لم يرحبوا بالفرس بل بالعكس لاقوا الأمرين من حكمهم لأنهم أجهزوا على الإسكندريين ، وقتلوا الآلاف ، الأهلين في الوجهين القبلي والبحري - وبرهن على صحة دعواه بالإشارة إلى أن ( الأنبا شنوده ) قد تنبأ بما سوف يحل بالأهلين من جراء غزوة الفرس . وإن الراهب ( بيز نطيوس ) فر من وجه المغيريين بالوجه القبلي ، وأعلن استياءه الشديد لما حل ببلاده من المصائب ، وما حاق بقومه من الظلم . ونحن نستبعد ذلك لأن الفرس لم يتعرضوا لديانة المصريين ، فأثبتوا بطريرقهم . وبعد وفاته عينوا ( بنيامين ) خلفا له . ولم يتعرضوا لشئ من المباني ، بل زادوا عليها .

98

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست