responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 89


الضرب على أيديهم ابتغاء رجوعهم إلى الوثنية - وعلى ذلك فلم يكن قصدهم اضطهاد المسيحيين - بل ردهم إلى الطاعة والخضوع للقوانين العامة ، وإن كان بعضهم قد أسرفوا في قتلهم وتعذيبهم إسرافا شنيعا جر عليهم سخطهم وكراهيتهم كما أسرف بعض الأباطرة المسيحيين في اضطهاد الوثنيين حين أصبحت المسيحية دينا رسميا للإمبراطورية .
ومن الصعب الجزم تعدد من قتلوا في مصر في عهد دقلديانوس ، إلا أنه من المؤكد أن عددهم كان عظيما ، وأن الاضطهاد تناول جميع الطبقات . وقد بدأ الاضطهاد بالبلاد المصر سنة 301 م .
وأظهر فيه دقلديانوس قسوة لا مثيل لها جرت عليه كراهة المصريين وحنقهم ، حتى ظلوا يرون فيه إلى اليوم مثالا للظلم والاستبداد ، وصاروا يؤرخون حوادثهم من سنة اعتلائه العرش ( 284 ق . م ) ويسمى هذا التاريخ عندهم ( تاريخ الشهداء ) كما معروف .
ولما جاء ( قسطنطين ) ( 313 - 337 م ) اعتنق المسيحية سنة اعتلائه العرش ، فأصبحت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية ، ولكن المسيحيين في مصر ما كادوا يخلصون من اضطهاد الحكومة حتى وقعوا في اختلافات مذهبية دينية لم يصلوا بعد إلى التوفيق بين بعضها وبعض . وكان النزاع الذي قام بين ( أثناسيوس ) و ( أريوس ) على كنه العلاقة التي يمكن أن تكون بين الله وبين عيسى ، أو بين الأب والابن ، فوق ماله من الأهمية الدينية سببا لنتائج سياسية غيرت وجه تاريخ الديار المصرية تغييرا كليا . فإن العلاقات بين الإمبراطور والشعب الإسكندري لم تكن سلمية يوما من الأيام فإن هذا الشعب قد ساعد ( مكسيمينوس ) و ( لسينوس ) خصميه اللدودين ، وربما كان هذا الحادث الذي دعا الإمبراطور إلى جعل عاصمته مدينة بيزنطية ، ولم يكد ( تيودوسيس ) ( 378 395 ) يقبض على زمام الأحكام حتى أصدر سنة

89

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست