responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 40


سبيل لولوج هذه الفيافي والقفار الكثيرة الوعورة والأخطار فاحتكروا تجارة البلاد السعيدة ( اليمن ) والشام وغيرهما ، واستقلوا بتبادل سلعها ، وقد كان من وراء تبادل تلك التجارة وانتشارها في مكة ما عاد على أهلها بالأرباح الطائلة . ولم يكن حب أبناء الأشراف والنبلاء وأهل الشرف فيهم للفروسية بأقل من حبهم للتجارة التي كانوا يمارسونها منذ نعومة أظفارهم ( 1 ) .
كان عمرو بن العاص أحد أبناء هؤلاء الأشراف تاجرا في الجاهلية . والظاهر أنه كان يتجر ببضائع اليمن والحبشة إلى الشام وببضائع الشام إلى اليمن كالجلد من اليمن يتجر به في الحبشة .
والطيب من هذه والزبيب والتين ونحوه من الشام . وقد ذكر الكندي أن عمرو بن العاص كان يختلف بتجارته إلى مصر وهي الأدم والعطر ( 2 ) والظاهر من قول الكندي أن أنواع السلع التي كان يتجر فيها عمرو ويختلف إلى الشام والحبشة واليمن ومصر من أجلها كان أخصها الأدم والعطر . وقد عادت ممارسة التجارة على عمرو بأعظم الفوائد مادية كانت أو أدبية . فقد اكتسب شيئا كثيرا من أسفاره المتصلة واختلاطه بأقوام على جانب عظيم من المدنية والارتقاء إذ ذلك . فتولدت فيه المواهب النادرة ، ونمت وأزهرت فتجلت مظاهرها في جميع أدواره وكل فعاله ، مما كان له أعظم الأثر في مواقفه السياسية والحربية . وهذه الأسفار قد أكسبت عمرا شيئا من الدهاء غير قليل ، وضرب به المثل واخترعت فيه الروايات . من ذلك ما رواه صاحب الأغاني قال :
بعد أن مشت قريش بعمارة بن الوليد المخزومي إلى أبي طالب خرج هو وعمرو بن العاص ، وكان كلاهما تاجرا إلى النجاشي مشركين وشاعرين فاتكين وهما في جاهليتها . وكان عمارة معجبا


1 - جبون ج 9 ص 94 . 2 - كتاب القضاة والولاة ( ص 7 ) .

40

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست