responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 39


ه‌ - احتراف عمرو التجارة من العلوم أن تربة مكة صخرية تبعد عنها المزارع . وقد ذاعت شهرة قريش ، وامتازوا على غيرهم من العرب بالنشاط ، وكان لهم احترام في نفوس غيرهم من القبائل ، ومكانة لا تنكر ، لأنهم ولاة الكعبة الذابون عن حياضها . الحافظون مجدها . ولكن تربة بلدهم حالت دون اشتغالهم بالزراعة . إلا أن مركز مكة الجغرافي قد ساعد قريشا على ممارسة التجارة . فكانت مكة واسطة عقد التجارة بين اليمن والشام والحبشة . فامتازوا بالنقل بين هذه البلاد . وكانت ميناء جدة التي تبعد عن مكة بنحو أربعين ميلا واسطة عقد التجارة بينها وبين الحبشة .
فكانت تحمل كنوزها ( الحبشة ) في جزيرة العرب إلى القطيف في إقليم البحرين . حيث تنقل في القوارب مع واللؤلؤ الذي كان يستخرج من سواحل الخليج الفارسي إلى مصب الفرات .
وتقع مكة في نحو منتصف المسافة بين اليمن جنوبا والشام شمالا . وكانت إبل قريش تحمل الطيب من أسواق صنعاء ، ومن موانئ عمان واليمن ، ومن أسواق بصرى ودمشق كان يشتري القمح والمصنوعات . لذلك كانت قريش حضرا أهل تجارة ، وتجارتهم قائمة بالحجاج الذين يفدون إلى مكة من جميع الجهات في المواسم . فكانت الكعبة مصدر أرزاق أهلها ، ولولاها ما استطاعوا الحياة في ذلك الوادي ، وهو غير ذي زرع . وقد أكسبتهم أسفارهم ومخالطهم العالم الممتدين في أطراف العراق والشام ، وفي بلاد الحبشة واليمن خبرة وتجربة وذكاء حتى صاروا أوسع العرب علما وأكثرهم خبرة ودراية . لذلك بذلوا العناية القصوى في إدارة شؤون الكعبة ، وسهلوا على الناس القدوم إليها . وقد بلغ من اهتمامهم بالتجارة أنهم كانوا يرحلون رحلتين في العام : رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام . وكانت بلاد العرب وعرة إلا عليهم فلم يكن لأهل الشام والحبشة وغيرهما من

39

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست