نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 287
وعلم أن الله تعالى سائله عما احتقب في دنياه ، فعاد على نفسه باللوم ، وتمنى الخروج من كل ما أوتى ، إذا كان ذلك كفارة عما غمس يده فيه ، وهو ندم ظاهر ترجى معه المغفرة لمن يقبل المثوبة من عباده ، ويعفو عن السيئات إنه هو التواب الرحيم . وكان عمرو لطيف الأخلاق طيب الفكاهة ، أراد معاوية أن يختبر بديهته يوما فقال عمرو ( أخرج من عندك ) فأخرجهم معاوية فقال عمرو : ( يا أمير المؤمنين أسارك ) فأدنى معاوية رأسه منه ، فقال عمرو : ( من معنا في البيت حتى أسارك ؟ ) . أما سياسة عمرو فلم تخف على العرب في جاهليتهم قدرته فيها ، فندبوه ليكون رسولهم إلى النجاشي ، وندبه النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه ليكون رسوله لدى ملك عمان ، ولا يعزب عن بالنا حسن سياسته في مصر ، وكيف ألف بين قلوب المصريين واستمالهم إليه وسار معهم على نهج العدل ، وسعى في ترفيه حالهم وترقية شؤونهم ورعى معهم حرمة العهود والمواثيق ، وإن ذكرى موقعه صفين لا تزال ترجف لاسمه هيبة - تلك الموقعة التي أشرف فيها جيش على على الانتصار فلم يثن ذلك من عزيمة عمرو ، وسرعان ما ابتكر من ضروب الحيل ما أوقع بجند علي فانقسموا على أنفسهم وغلبوا على أمرهم ، وقد كان من وراء تلك السياسة ما فصلناه . هذه هي نفس عمرو وقد حللناها تحليلا ، ونحن نرجو أن نكون قد وفقنا إلى إثبات أن عمرا قد كان أحسن مثال للعربي في هذا العصر الذي ظهر في الإسلام وانتشر وامتدت فتوحه ، فكان ممن أعان على ظهوره وانتصاره ، وكان من غير شك أحد المؤسسين لدولة العرب التي لن يزال اسمه مقرونا بها . فرحم الله عمرو بن العاص رضي الله عنه ، ورحم من ترحم عليه . تم بحمد الله < / لغة النص = عربي >
287
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 287