ب - أسرة عمرو ( 1 ) العاص أبو عمرو : هو العاص بن وائل بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب السهمي القرشي . كان من سادات العرب وأعيانهم وأشرافهم في الجاهلية ، وكان كبير بني سهم وزعيمهم في يوم الفجار الثاني فبل الهجرة أدرك الإسلام ولم يسلم ، وكان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ، اشتهر بطعنه عليه وإيذائه لأصحابه وإنكاره للدعوة الإسلامية ، وهو القائل لما مات القاسم ثم عبد الله ابنا النبي عليه السلام ( 1 ) : إن محمدا أبتر . فأنزل الله فيه ( إن شانئك هو الأبتر ) . أي المقطوع عن الخير ومات بعد هجرة النبي بشهر وعمره خمس وثمانون سنة . كما رواه ابن الأثير في تاريخه ( 2 ) . وقد كان العاص بن وائل تاجرا في الجاهلية ومن ذوي اليسار في مكة ، والظاهر أنه كان يتجر ببضائع اليمن والحبشة إلى الشام ، وببضائع الشام إلى اليمن . كالجلد من اليمن والطيب من الحبشة والزبيب والتين ونحوه من الشام . واتفق ذات مرة أن ابتاع العاص سلعة من رجل من زبيد من اليمن فمطله العاص حتى عيل صبره وأعيته الحيل فعلا جبل ( أبي قبيس ) وقريش حول الكعبة وجعل يتظلم بشعر رقيق وهو يقول : يا للرجال لمظلوم بضاعته * ببطن مكة نائي الحي والنفر إن الحرام لمن تمت حرامته * ولا حرام كيومي لابس الغدر
1 - ذكر ابن الأثير أن العاص قال ذلك لما مات إبراهيم . وهو يخالف ما ذكره ابن إسحاق من أنه قالها لما مات القاسم ثم عبد الله وهذا أصح . 2 - الكامل لابن الأثير جزء 2 ص 29 .