responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 261


حياته لنجح بنو أمية فيما كانوا يرمون إيه ، وهو انتزاع الخلافة من بني هاشم وحصرها في بني أمية ، وكان معاوية كما لا يخفى أقوى بني أمية في ذلك العصر ، ومعه جند الشام - وهم أقوى أجناد العرب - يأتمرون بأمره ، وينتهون بنهيه ، فاتخذهم سلاحا لتنفيذ أغراضه .
الثانية : جهة عامة : وهي أن العرب بالتقائهم مع الأمم المقهورة سواء أكانت تلك الأمم فارسية أو أمما خاضعة للحكومة البيزنطية ، أخذوا عنهم نظم الحكم ، وحاولوا تقليدهم في الخضوع لنظام ملكي فلم يكن بد حينئذ من أن تتأثر هذه الأمة البدوية بهذه الأمم المتحضرة ، كالأمة الرومانية وأهل مصر والشام وغيرها . وبعضهم كانوا يتأثرون بهذا المبدأ ويرغبون في أن يؤسسوا الحكم الإمبراطوري الذي يلائم الحالة التي أصبحت فيها بلادهم ، وقد اتسع ملكهم وكبر سلطانهم ، بحيث أصبحت نظم الحكم التي كانت مألوفة في أيام أبي بكر وعمر غير صالحة لهذه الإمبراطورية الضخمة المتألفة من شعوب مختلفة في الجنس والعادة والخلق والدين وسائر أنواع الحياة ( 1 ) هذه النظم التي كانت محصورة في دائرة ضيقة هي مكة والحجاز وبلاد العرب : وهذا هو حزب الأرستقراطية ، وهم زعماء الأمة العربية على العموم ، وأعظم ممثل لهؤلاء الزعماء هم بنو أمية .
لهذا لم يكن بد إذا من انقسام العرب إلى قسمين :


1 - لا ينبغي أن يعترض بأن هذه الإمبراطورية كانت عظيمة في عهد عمر ، فإن عمر لم يزد على أن افتتح ، وحاول تثبيت الفتح وتنظيمه ، ولو قد طالب حياته لرأى هذا التغيير ، وربما كان استطاع لرجاجة حلمه ، وحسن سياسته أن يطب للأمر ، وأن يحدث هذا التغيير من غير إخلال بالنظام الاجتماعي الإسلامي . على أن من تفقه التاريخ وتدبر حوادثه لم يشك في أن قتل عمر نفسه إنما كان مقدمة من مقدمات هذه الثورة التي لم يكن منها بد .

261

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست