نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 242
ب - عمرو وموقعة صفين كان معاوية بن أبي سفيان أعظم قرابة عثمان شأنا ، وقد ولاه الشام عمر وعثمان فنال رضاءهما ، وسار سيرة مرضية ، فملك أفئدة الأهلين بحسن سياسته ، وأصبح جند الشام رهن إشارته يأتمرون يأمره وينتهون بنهيه . فلا عجب إذا أبى معاوية الاذعان للعزل أو الرضى بمبايعة علي وشدد في المطالبة بدم عثمان . وكان معاوية رأسا لحزب بني أمية ، الذي كان يطالب بدم عثمان ، والذي كان يرمي في حقيقة الأمر منذ أيام عثمان إلى الاستئثار بالسلطان . ومع هذا فهذا الحزب لم يجهر بشئ من هذه الأطماع ، وإنما انتحل أعذارا ظاهرة تسيغ له أن يقف من على موقف المحارب ، أضف إلى هذا أن العداء بين بني هاشم وبني أمية قديم في الجاهلية ، وأن الإسلام زاد هذا العداء ، فإن بني حرب لم ينسوا ما كان من حمزه وما كان من على ، كما أن بني هاشم لم ينسوا ما كان من هند يوم أحد ، والعداء بين بني هاشم وبين أبي سفيان معروف باقي الأثر . وهذه الأعذار التي انتحلها معاوية هي : 1 - أن معاوية كان يتهم عليا بشئ من أمر عثمان . 2 - ولأن عليا آوى قتلة عثمان . 3 - ولأنه كان بين الرجلين نفور أدى إلى أن عليا رأى من أول واجباته عزل معاوية عن الشام - وليس ذلك من السهل على رجل اعتاد الإمارة والعزة . وبعد انتصار علي بن أبي طالب في يوم الجمل توجه إلى الكوفة
242
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 242