نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 224
ي - استقرار أمر مصر لعمرو ولى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص على مصر ولاية مطلقة ، بقي واليا عليها ، قائما بالعدل محبوبا عند القبط وجنود العرب ، ضابطا لبلاده أحسن ضبط ، وقد قام في هذه المدة بكثير من الإصلاحات العظيمة ، فنظم الإدارة ، ونصب القضاة ، ورسم الخطة الأولى في جباية الخراج ، وعنى عناية كبرى بالأعمال الخاصة بهندسة الري ، من كري الخلجان ، وبناء مقاييس النيل ، وإنشاء الأحواض والقناطر والجسور ، فأقام لذلك العمال لا يفترون عن العمل صيفا وشتاء . هذه هي السياسة التي سار عليها عمرو في مصر على نهج العدل ، وعدم تحميل المصريين ما لا يطيقون ، وبهذه الطريقة أتيح له تنفيذه أوامره على أهون سبيل ، لأنه كان دائما يضع مصلحة المصريين نصب عينيه ، ولم يأل جهدا في ترفيههم ، وجلب الخير لهم ، واكتساب محبتهم ، فدانوا له بالطاعة ، وأحبوا ولايته ، فلم ير إحراج القبط فلا يطيعوه ، عملا بالمثل القائل ( إذا أردت أن لا تطاع فمر بما لا يستطاع ) . وكان عمرو يأخذ من الخراج مما لا بد منه لإصلاح البلاد ، ويأخذ لنفسه عطاء ، ويعطي الأعطيات لأربابها ، وما يبقى يرسله إلى الخليفة . استقر لعمرو بن العاص أمر ملك مصر . فساس البلاد هذه السياسة الرشيدة ، فلم يعامل القبط بمثل ما عاملهم به الروم من قبل ، فلما فتح مصر لم يتعرض لهم في شئ البتة ، فأطلق لهم حرية معتقدهم ، وبرك لهم أرضهم ، وأخذ على عاتقه حمايتهم ، وأمنهم على أنفسهم ونسائهم وعيالهم ، فشعروا براحة كبيرة لم يعهدوها منذ زمن طويل - ومما يدلك على حسن سياسة عمرو ، إقراره قبط مصر على
224
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 224