نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 220
إنما بعث محمدا صلى الله عليه وسلم هاديا ولم يبعثه جابيا ، ولعمري لعمر أشقى من أن يدخل الناس كلهم في الإسلام على يديه ) . ولكن نفس عمرو العالية ، وعدم تعوده احتمال الضيم أو سماع المكروه أبى عليه ذلك ، فكتب إلى أمير المؤمنين كتابا يرد عليه قوله ويبرئ فيه نفسه ، ويظهر له أنه ذو نفس أبية ، وأن ماضي تاريخ خير شاهد على صحة ما يقول ، وإليك نص هذا الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم . لعبد الله أمير المؤمنين من عمرو بن العاص ، سلام الله عليك . فأني أحمد الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين في الذي استبطأني فيه من الخراج ، والذي ذكر فيه من عمل الفراعنة قبلي ، وإعجابه من خراجها على أيديهم ونقص ذلك منذ كان الإسلام ، ولعمري للخراج يومئذ أوفر وأكثر والأرض أعمر ، ولأنهم كانوا على كفرهم وعتوهم أرغب في عمارة أرضهم منا منذ كان الإسلام ، وذكرت أن النهر يخرج الدر فحلبته حلبا قطع درها ، وأكثرت في كتابك وأنبت وعرضت وتربت ( 1 ) وعلمت أن ذلك عن شئ تخفيه على غير خبر ، فجئت لعمري بالمفظعات المقذعات ، ولقد كان لك فيه من الصواب من القول رصين صارم بليغ صادق ، وقد عملنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن بعده فكنا سابق . فبينما عمرو يقول إن المصريين استنظروه فأنظرهم ، إذ الرسول يقول إن عمرا لا ينظر إلا لما يقع تحت عينه من مال ، وفي هذا
1 - تربت : بالتاء المثلثة بعدها راء مشددة بعدها باء موحدة من تحت ثم تاء مثناه ، بمعنى ضيقت . ومنه قول يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم ، ويراد بها الحث والتحريض كما في قوله عليه السلام ( تربت يداك - من باب تعب أيضا ) وهي من الكلمات التي جاءت عن العرب صورتها دعاء ، ولا يراد بها الدعاء ، بل الحث والتحريض .
220
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 220