نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 216
ز - عمرو ومقاييس النيل وزيادته لا ريب في أن حياة مصر متوقفة على النيل ، وعلى هذا يتوقف محصول البلاد ، الذي يزداد بزيادة مائة ، وينقص بنقصانه ، لهذا لم يأل حكام مصر منذ الأزمان الغابرة جهدا في قياس درجة فيضانه في كل سنة في مواضع كثيرة ، لأن القياس المذكور هو القاعدة في ربط المال وتوزيعه على البلاد ، وعليه يتوقف تنظيم الخراج ، ولم يعزب عن بال عمرو ضرورة قياسا مضبوطا ، ليتأتى له جباية الأموال بالقسط والعدل . فلما فتح العرب مصر ، عرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يلقي أهلها من الغلاء عند وقوف النيل عن حده ، فكتب إلى عمرو يسأله عن شرح الحال فأجابه : إني وجدت ما تروى به مصر حتى لا يقحط أهلها أربعة عشر ذراعا ، والحد الذي يروى منه سائرها حتى يفضل عن حاجتهم ، ويبقى عندهم قوت سنة أخرى ستة عشر ذراعا ، والنهايتان المخوفتان في الزيادة والنقصان ، وهما الظمأ والاستبحار اثنى عشر ذراعا في النقصان وثمانية عشر ذراعا في الزيادة ، فكتب إليه عمر أن يبنى مقياسا ، وأن يضيف ذراعين على الاثني عشر ذراعا : وأن يقر ما بعدها على الأصل ، وأن ينقص من ذراع بعد الستة عشر ذراعا إصبعين ، ففعل ذلك وبناه بحلوان ، وجعل الاثني عشر ذراعا أربعة عشر ذراعا ، لأن كل ذراع أربعة وعشرون إصبعا ، فجعلها ثمانية وعشرين من أولها إلى الاثني عشر ، ثمانية وأربعين إصبعا وهي الذراعان ، وجعل الأربعة عشر ستة عشر ، والستة عشر ثمانية عشر ، والثمانية عشر عشرين ، وهي المستقرة الآن ، المقريزي ( ج 1 ص 74 ) .
216
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 216