responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 214


عليهم وقالوا : نتخوف أن يدخل من هذا ضرر على مصر ، فنرى أن تعظم ذلك على أمير المؤمنين ، وتقول له إن هذا أمر لا يعتدل ولا يكون ، ولا تجد إليه سبيلا . فرجع عمرو بذلك إلى عمر فضحك عمر حين رآه وقال : والذي نفسي بيده لكأني أنظر إليك يا عمرو وإلى أصحابك حين أخبرتهم بما أمرت به من حفر الخليج فثقل ذلك عليهم وقالوا يدخل من هذا ضرر على أهل مصر ، فنرى أن تعظم ذلك على أمير المؤمنين ، وتقول له : هذا لا يعتدل ولا نجد إليه سبيلا . فعجب عمرو من قول عمر وقال : صدقت والله يا أمير المؤمنين . لقد كان الأمر على ما ذكرت .
فقال عمر : انطلق يا عمرو بعزيمة مني حتى تجد في ذلك ، ولا يأتي عليك الحول حتى تفرغ منه أن شاء الله تعالى . أه‌ .
ويخيل إلينا أن كل هذا إنما اخترع فيما بعد ، وأن عمرا رأى آثار هذا الخليج القديم ، فاحتفره وأصلحه تسهيلا للمواصلة بينه وبين المدينة .
فانصرف عمرو وجمع لذلك من الفعلة ما بلغ منه ما أراد ، ثم احتفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط الذي يقال له خليج أمير المؤمنين ، فساقه من النيل إلى القلزم ( السويس ) ، فلم يأت الحول حتى فرغ وجرت فيه السفن . فحمل فيه ما أراد من الطعام إلى المدينة ومكة ، فنفع الله بذلك أهل الحرمين ، وسمي ( خليج أمير المؤمنين ) ثم لم يزل يحمل فيه الطعام حتى حمل فيه عمر بن العزيز ، ثم ضيعه الولاة بعد ذلك ، فترك وغلب عليه الرمل ، فانقطع وصار منتهاه إلى ذنب التمسلح من ناحية بطحا القلزم ( 1 ) . أه‌ .
وقد ذكر الكندي أن عمرا حفر الخليج في سنة ثلاث وعشرين ( 643 م ) وفرغ منه في ستة أشهر .


1 - يقرب من محلها لأن مدينة السويس ، وإليها ينسب البحر فيقال بحر القلزم .

214

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست