نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 210
ريفكم ما طاب لكم ، فإذا يبس العود ، وسخن الماء ، وكثر الذباب ، وحمض اللبن وصوح البقل ، وانقطع الورد من الشجر ، فحي إلى فسطاطكم على بركة الله ، ولا يقدمن أحد منكم ذو عيال ، إلا ومعه تحفة لعياله على ما أطاق من سعته أو عسرته ، أقول قولي هذا وأستحفظ الله عليكم ( 1 ) أه . هذه الخطبة تمثل لنا عمرو بن العاص رجلا ناصحا لرعيته ، حريصا على الاستمساك بسياسة عمر بن الخطاب ، وإظهار زهد عمر ، وإن كانت تنم بحبه للذات الحياة ، وحثه الناس على أن يستمتعوا بها من غير إسراف ، ثم نلاحظ هنا حثه الناس على تعهد الخيل ، فإنه ربما دلنا على أن عمرا كان يضمر في نفسه حربا أخرى في إفريقية الشمالية ، مع أن هذا كان لازما ، لأن الروم كانوا يترقبون الفرص للإغارة على مصر من جديد ، مما يدل على أن عمرا لم يكن يقتنع بفتح مصر ، وإنما كان يحث الناس على الاعتناء بالخيل كأنه يضمر حربا أخرى ما حاول من فتح برقة ، وكان هذا الفتح طبيعيا ، لأن مصر ما زالت منذ عصورها الأولى إلى الآن تلاحظ هذا القسم من إفريقية الشمالية كأنه امتداد طبيعي لها .
1 - الخطط للمقريزي ( ج 2 ص 260 ) .
210
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 210