نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 189
أهل الإسكندرية كتبوا إلى ( قسطنطين ) إمبراطور الروم يهونون عليه فتح الإسكندرية لقلة ما بها من حامية المسلمين . فتدبر قسطنطين الأمر ، ولم يكن جرح الروم قد اندمل من ضياع مصر مصدر ثروة الإمبراطورية ، فأمر بأن تعد على جناح السرعة وفي طي الكتمان عمارة بحرية لغزو الإسكندرية . وكان الروم في ذلك الحين لا يزالون سادة البحار ، فلم تجرؤ أمة من الأمم على مناوأتهم أو منافستهم في هذا المضمار . انتصار عمرو على الروم قدم ( منويل ) الخصي إلى الإسكندرية على رأس جيش رومي كبير ، واستولى عليها ، فزحف عمرو في طريق الإسكندرية سالكا الطريق التي كان قد سلكها من قبل ، وضم تحت لوائه كثيرين من القبط . وزحف ( مويل ) ومعه من نقض من أهل الإسكندرية وغيرها من قرى الدلتا ، وأخذوا يعيثون في الأرض فسادا ، ينزلون القرى فيشربون خمرها ، ويأكلون أطعمتها وينهبون كل ما مروا به من دواب ومتاع ونحو ذلك ، فلم يتعرض لهم أهالي تلك القرى لضعفهم ، حتى وصلوا إلى ( نقيوس ) حيث اشتبكوا مع المسلمين ( 1 ) . في القتال في البر والبحر ( 2 ) وكثر الترامي بالنشاب حتى أصابت فرس عمرو ، فنزل عنه ، ثم شد المسلمون على الروم ، وقاتلوهم قتال المستميت ، وما زالوا بهم
1 - كان جند المسلمين خمسة عشر ألفا على ما رواه البلاذري ( ص 229 ) ولا شك أن جيش الروم كان أكثر من جيش المسلمين . 2 - يراد بكلمة ( البحر ) - القناة التي كانت تمر بمدينة نقيوس .
189
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 189