نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 172
ومن هذا نرجح أن الكتب قد التهمتها النيران التي أضرمت لإحراق هذا الهيكل لا أن تكون قد حملت إلى القسطنطينية . يؤيد ذلك ما ذكره ( أورازيوس ) من أنه وجد رفوف المكتبة خاليه من الكتب وذلك قبل سنة 414 م وهي السنة التي كتب فيها عن زيارته لهذا المكان ، لا عن حراق مكتبة الإسكندرية . وختم ( بطلر ) كلامه عن حريق مكتبة الإسكندرية فقال : لا أزال أقول إن إحراق العرب لتلك المكتبة غير محتمل جدا لهذا السبب ، لأن العرب لم تدخل الإسكندرية إلا بعد استيلائهم عليها بأحد عشر شهرا ، وقد ذكر في عهد الصلح أنه يجوز للروم أن يحملوا إلى بلادهم كل أمتعتهم ، وفي غضون هذه المدة كان البحر مفتوحا ، ولم تكن أمامهم أية صعوبة لحملها إلى بلادهم . وما كان يصعب على يوحنا ( بفرض وجوده ) وأمثاله أن يقتنوا هذه الكتب قبل أن تقع الإسكندرية نهائيا في أيدي العرب . لقد أوردنا كثيرا من أقوال المؤرخين بشأن إحراق مكتبة الإسكندرية لكي نثبت بعد فحص هذه الأقوال والآراء إن كان عمرو ابن العاص هو الذي أحرقها بأمر الخليفة عمر ، أو أن هذه المكتبة لم تكن موجودة حين الفتح الإسلامي ، فنرى بعد هذه الأقوال الجلية الكثيرة أنه لم يكن بالإسكندرية ما يحرق وقت الفتح . وعلى هذا لا يسعنا إلا تكذيب رواية أبي الفرج الذي نسب هذه التهمه إلى كل من عمرو وعمر وهما منها بريئان . يشهد بذلك ما نذكره من الأدلة القاطعة على دحض رواية أبي الفرج . وإليك هذه الأدلة التي نستنتجها مما مر من الأقوال لنعزز بذلك بإيجاز فنقول : 1 - عند تحليل رواية أبي الفرج ظهر لنا لأول وهله أنها عبارة عن أكاذيب وأضاليل ، وأنها أشبه شئ بخرافة طالما نعثر على أمثالها في أسفار المتقدمين . من ذلك أن كتب هذه المكتبة قد
172
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 172