نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 164
الدينية اليهودية والنصرانية المأخوذة في الحرب ، فلا يجوز إحراقها . وأما كتب الفلسفة والطب والتاريخ والشعر وسواها من العلوم غير الدينية فإنه يجوز أن ينتفع المسلمون بها . ولا أرى داعيا لتكرار ماحل بمكتبة الإسكندرية وما أصابها من الحريق عندما كان ( يوليوس قيصر ) محاصرا بالإسكندرية ( سنة 47 ق . م ) وما أضمره النصارى من الكراهية للوثنيين فلم تأل ( النصارى ) جهدا في استئصال الوثنية من ديار مصر . ولكن إذا تدرجنا من زمن أنطونين إلى عهد طيودوس علمنا من سلسلة الشواهد العديدة أن القصر الملكي وهيكل ( سيراپيس ) لم يكونا يحويان بعد ذلك الأربعمائة ألف مجلدا والسبعمائة ألف التي عنى بجمعها اللاجوسيون ، وإذا كان ما أحرق من هذه الكتب في الحمامات من كتب المجادلات الدينية بين الآريوسيين وأصحاب الطبيعة الواحد ( أي أتباع مذهب خلقدونية ) ، فكل عاقل حكيم يضحك سرورا بأن ذلك حصل لخدمة البشر . أه ( جبون ج 9 ص 274 - 276 ) . ولا داعي لاستغراب جبون ذكر أبي الفرج لهذه الرواية لبعده عن مصر ، وقد ذكرها قبله عبد اللطيف البغدادي الذي توفي سنة 1231 م . ولا يبعد أن يكون هذا قد رواها أيضا عن غيره : أعني هذه الحادثة كان لها ذكر من ، وغاية ما يقال في رواية أبي الفرج أنه يظهر فيها شئ من المبالغة والتهويل ، أما احتمال إحراق كتب المجادلات الدينية ، وأنه حصل لخدمة البشر فإنه يناقض ما يريد جبون إثباته ، وهو إنكار الحقيقة وما ترتب عليها من النتائج . قال حضرة أستاذنا الشيخ عبد الوهاب النجار : ولكن متى علمنا أن عبد اللطيف البغدادي - الذي كان قبل أبي الفرج الملطي بزمن قليل - قد ذكر أن عمرو بن العاص أحرق مكتبة الإسكندرية كانت التبعة عليه دون أبي الفرج ، لاحتمال أن يكون أبو الفرج أخذ هذه المقالة عن عبد اللطيف البغدادي - الذي رمى بهذه الجملة بغير سلطان أتاه ، ولم يقل
164
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 164