نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 147
ه - اقتحام الحصن حال ارتفاع مياه النيل دون اقتحام حصن بابليون ولم يكن لدى عمرو من الوسائل ما يكفل له اقتحامه سوى الاعتصام بالبر ريثما تغيض مياهه . ولم يرد لحماية الحصن من الأنباء ما يخفف عنهم ما كانوا فيه من ضيق وشدة ، إلا أنهم تحملوا مشاق الحصار طويلا وثابروا على الدفاع بصبر وجلد . وفي شهر مارس سنة 641 م ( 20 ه ) سمعوا في معسكر المسلمين صياحا عاليا علموا منه بموت هرقل ( 1 ) . فسلبهم هذا الحادث المحزن شجاعتهم وحميتهم وهيأ للعرب سبيل الانتصار عليهم . أما اقتحام الحصن فقد كان على يد الزبير بن العوام . ذلك أنه لما أبطأ الفتح على عمرو قال الزبير بن العوام ( على ما رواه ابن عبد الحكم ) : إني أهب نفسي الله تعالى وأرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين ، فوضع سلما إلى جانب الحصن من ناحية سوق الحمام ( 2 ) ثم صعد وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعا فما
1 - ذكر السيوطي ( ج 1 ص 52 ) وابن عبد الحكم ( ص 96 ) أن هرقل مات سنة 16 ه ، وأخرج كل منهما عن الليث بن سعد أنه مات سنة 20 ه ، فكسر الله بموته شوكة الروم . وهذا بعيد لأن موت هرقل كان في 11 فبراير سنة 641 م ( 20 ه ) ولم يكن العرب في هذا الوقت قد شرعوا في حصار الإسكندرية . 2 - أجمع المؤرخون كابن عبد الحكم والمقريزي وأبو المحاسن والسيوطي وياقوت على أن الزبير اقتحم الحصن من الموضع الذي كان يعرف بسوق الحمام بعد ذلك . ولكن ليس من السهل أن ندل بالضبط على الموضع الذي وضع الزبير فيه السلم . فقال ( بطلر ) نقلا عن ( أوتنجوس ) أن سوق الحمام كان جنوبي الحصن . وممن سار على هذا الرأي أيضا البلاذري ، وأضاف إليه أن الزبير أتى من الشمال إلى الجانب المقابل : أعني الجنوب ويرى ( بطلر ) أن هجوم العرب كان من الجنوب الشرقي للحصن حيث لا يزال السور قائما إلى الآن . وذكر ياقوت أن هذا السلم كان بسوق وردان وظل باقيا في منزل من المنازل فاختفى عقب احتراق هذا المنزل سنة 390 ه ( 1000 م ) وروى ابن عبد الحكم أن شراحيل بن جحية المرادي نصب سلما آخر من ناحية الزمامرة اليوم .
147
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 147