نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 146
د - رفض هرقل الصلح واستئناف القتال بين المسلمين والروم لما تعاهد عمرو والمقوقس على ما تعاهدا عليه ، شرط المقوقس للروم على أن يخيروا بين الرضى بما القبط ، وبين اللحاق ببلاد الروم ، وكتب إلى ( هرقل ) بما تم عليه الصلح . فكتب إليه كتابا يوبخه فيه على التسليم ويحتقر قوة المسلمين . وكتب بمثل ذلك إلى قواد الروم فأعادوا الكرة على المسلمين ونبذوا صلحهم . أما المقوقس فلم يعبأ بقول هرقل ، بل أقبل على عمرو وأعلمه أنه لم يخرج عما عاقده عليه ، وأن القبط متمون له على ما صالحهم عليه . فطلب منه عمرو أن يضمنوا له الجسرين جميعا ، ويقيموا لهم الانزال والضيافة والأسواق والجسور بين الفسطاط والإسكندرية ، وصارت لهم القبط أعوانا ( ابن عبد الحكم ص 64 ) وقد عد مؤرخو الفرنج أن هذا العمل خيانة من المقوقس ، ولكن إذا ثبت لنا أن جند الروم قد بلغوا من الضعف بحيث لم يتمكنوا من رد العرب وهم عصبة قليلة ، فلم يمكنهم التغلب عليهم ، وقد دوخوا الفرس وقهروا هرقل ، وقد سئم المصريون حكم الروم لظلمهم وعسفهم ، وبلغهم أن المسلمين لم يتعرضوا لأهالي البلاد التي افتتحوها فأطلقوا لهم حرية الفكر والدين . إذا ثبت كل ذلك جاز أن نلتمس له عذرا فيما فعل . والمتأمل لعهد الصلح بين عمرو والمقوقس يرى أنه شمل قبط مصر كلهم ، مع أن عمرا لم يفتح بعد بقية البلاد التي استعصت عليه في القتال . فهل نقض القبط عهد الصلح ؟ أم حامية الروم في البلاد هي التي ناوأت عمرا العداء ، ووقفت في وجهه مدة طويلة ؟ والذي يلوح لنا ترجيح الأمر الثاني ، وإذا كان بعض القبط قد اشتركوا مع الروم فلم يشتركوا إلا مرغمين .
146
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 146