responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 239


أ - لماذا انضم عمرو إلى معاوية ما كاد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يتبوأ مركز الخلافة حتى اختلفت كلمة المسلمين وصاروا أحزابا : ففريق أصبح يطالب بدم عثمان ، وهو حزب الأمويين بالشام ، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان ، وفريق من الثائرين قتلة عثمان الذين اختاروا علي بن أبي طالب ، يعيثون في الأرض فسادا فيملأون القلوب خوفا ورعبا ، وفريق أنصار السياسة الإسلامية القديمة الذي كان يتفق مع الأمويين ولكنه كان يريد أن يعود أمر الخلافة إلى ما كان عليه أيام عمر ، وعلى رأسه طلحة والزبير وعائشة .
كان الزبير وطلحة قد بايعا عليا كارهين ، فنفضا ، بيعتهم ، وأرادا أن تنقض خلافة على ، لأن أهل المدينة قد أقروها وعلى رؤوسهم سيوف الثائرين . وقد رأينا أن عمرو بن العاص لم يكن راضيا عن عثمان ولا عن حكمه ، وأن مقتل عثمان لم يغضبه ولم ولم يسخطه ، وربما أرضاه ، فلم يكن بد إذا من أن ينضم عمرو إلى علي أو إلى الزبير وطلحة ( لا ينبغي التفكير في انضمامه إلى الذين اعتزلوا الحركة السياسة كسعد بن أبي وقاص ، لأن الرجل كان عمل ومطامع ) ولكنه كان من المهارة السياسية ، بحيث لم يشك لحظة في أن أمر الزبير منحل ، ولكنه لم ينضم إلى هذا الفرق أو ذلك الحزب ، لأنه كان لا يرجو خيرا من دولة على ، لأن عليا كان لا يريد إلا أن يحمل الناس على رأي نفسه ، مدلا بنفسه في كل شئ ، غير معول على غيره في رأي أو علم أو عمل ، وأنه لا يرجى منه أن يسيرة أبي بكر وعمر - تلك السيرة التي كان عمادها الشورى في كل أمر - وأن أمثل عمرو لا يمكن أن يعتمد عليهم في عمل أو يستعين بهم في سلطانه ، فهو يائس من خيره ، ولأن عمرا

239

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست