نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 233
أخبار عمرو مع عثمان غضب عمرو غضبا شديدا وحقد على عثمان لعزله إياه ، وكان ذلك سب العداوة والبغضاء بينهما ، ولما قدم عمرو بعد اعتزاله إلى المدينة ، دخل على عثمان وعليه جبة يمانية محشوة قطنا فقال له عثمان : ما حشو جبتك ؟ قال عمرو : قد علمت أن حشوها عمرو . فقال عثمان : ولم أرد هذا . إنما سألت أقطن هو أم غيره ؟ ومما يدلك على شدة غضب عمرو لعزله وتولية عثمان رجلا يعتبر نفسه أعظم كفاءة منه وأكثر تجربة ، أن عثمان بن عفان رضي الله عنه سأله لما قدم المدينة : كيف تركت عبد الله بن سعد ؟ قال عمرو : كما أحببت . قال : وما ذاك ؟ قال عمرو : قوي في ذات نفسه . ضعيف في ذات الله : فقال له عثمان : لقد أمرته أن يتبع أثرك . فقال عمرو : لقد كلفته شططا . فهذا يبين شدة حنق عمرو وسخطه على عثمان وعلى واليه الجديد . لم يبق عمرو بالمدينة بل اعتزل بفلسطين في قصره المسمى ( العجلان ) وإنما مكث يرقب الأمور ، وكأنه كان لا يشك في أن الأمة سيكون بينها وبين خليفتها حدث ، فأشفق من الإقامة في المدينة ، حتى لا يناله من هذه الثورة التي كان ينبأ بها شر ، وما كان تردده بين المدينة وفلسطين إلا استكشافا لما سيقع . على أن عثمان لم تفته إصابة رأي عمرو ، فكان يستشيره في مهام الأمور ، سيما حين سعرت نار الفتنة وتفاقم شرها ، وكان عثمان يميل أي استشارة عمرو حين كانت الأمة تمخض بشر . فقال : ما ترى يا عمرو ؟ قال : أرى أنك قد لنت لهم وتراخيت عنهم ، وزدتهم على ما كان يصنع عمر ، فأرى أن تلزم طريقة صاحبك ، فتشتد في موضع الشدة ، وتلين في موضع اللين ، وإن الشدة
233
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 233